قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال إن تعاطف الآباء يساعد المراهقين على مواجهة التوتر العصبي، كما يؤثر إيجابيا على استجابات التوتر على مستوى خلايا الجسم لديهم، وذلك استنادا إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية.
وطلب الباحثون خلال هذه الدراسة من 116 أبا وأما وأطفالهم المراهقين تدوين يوميات على مدار أسبوعين؛ حيث قاموا بتسجيل الالتزامات اليومية المطلوبة من المراهقين، مثل حجم العمل المطلوب منهم في المدرسة أو في المنزل، وكذلك تقييم ما إذا كان يومهم مرّ على نحو جيد أم سيئ. كما طُلب من المراهقين تدوين مدى معاناتهم من التوتر العصبي و/أو مشاعر الاكتئاب.
وساهم التوافق الكبير بين الآباء وأبنائهم بفضل التعاطف الذي أبداه الآباء في تقييم المراهقين لمسار يومهم بشكل إيجابي، كما أن المراهقين، الذين أدرك آباؤهم جيدا ما إذا كان يومهم مرّ بشكل جيد أو سيئ، كانوا أكثر قدرة على مواجهة مواقف التوتر.
ومن ناحية أخرى، قام الباحثون بفحص مدى تأثير إدراك الآباء على استجابات التوتر الجسدية على مستوى الخلايا لدى المراهقين؛ حيث قام الباحثون مثلا بتحليل استجابات الخلايا لهرمون “الكورتيزول” المهدئ للتوتر، وتوصلوا إلى أن المراهقين، الذين كان آباؤهم أكثر تعاطفا، تتمتع خلاياهم المناعية باستجابة أفضل للإشارات المثبطة للالتهابات التي يصدرها هرمون الكورتيزول. وأشارت الرابطة الألمانية إلى أن الإجهاد النفسي المستمر لفترة طويلة قد يحول دون زوال الاستجابات الالتهابية مجدداً.