تجتاح موريتانيا موجة غليان مجنونة على شتى الأصعدة، تعقدها انتهازية النخب السياسية والثقافية وضعف الإعلام، بدأت إرهاصاتها منذ فترة تزيد على العقد وظلت تستفحل مع الزمن في غياب أي مقاربة وطنية جادة..أربكت كل الأنظمة وعطلت نمو البلاد و حولت أحلام الأجيال الصاعدة إلى كوابيس وتضحيات الأجيال السابقة إلى تراجيديا حقيقية بلا مآثر ...
وبعد تشخيص دقيق للوضع وتفكير معمق في كل جوانبه و أبعاده الاجتماعية و السياسية، توصلنا إلى أن البلد يسير في هاوية خطيرة، تستدعي الإسراع لتدارك الوضع و هو ما أكده تهافت المؤيدين لصفحتنا على الفيسبوك التي وصلت الحد النهائي للمؤيدين خلال أيام فقط. و هو موقف نقدره لأصحابه و نعتز به ونعول عليه، لكن أهميته كانت تتجاوز مسألة التأييد و التعاطف إلى تأكيد ما نستشعره و أهمية و إصابة ما نفكر فيه و نخطط له. ونغتنم هذه المناسبة، لنؤكد لهم أننا سنفتح صفحة أخرى للتواصل معهم، متمنين أن تظل جسر تواصل بيننا ، كوسيلة عصرية ، تعبر بصدق عن آراء حرة و إرادات صادقة ... لقد فرضت علينا هذه الظرفية الخطيرة تحمل مسؤولياتنا تجاه الوطن و ارتأينا بعد طول تأمل أن إيجابيتنا ترتبط بعدة عناصر: ـ أن نعمل في إطار الشرعية القانونية أي باحترام كامل لقوانين و نظم الجمهورية .. ـ أن تظل آراؤنا تحت أضواء النقد و التقييم من طرف الجميع ـ أن نمتلك حق التواصل العلني مع الجميع ـ أن نكون طرفا فاعلا و مؤثرا في كل ما يحدث في بلدنا، من موقع ندية للجميع يستمد قوته من اختلاف رأيه و استقلالية قراره.. و هي أمور لا يمكن أن تجتمع إلا في إطار عام، شرعي، منظم و معلن و عليه، فقد قررنا على بركة الله ، إنشاء حزب سياسي، سنقدم لكم قريبا،إعلانه السياسي المحدد لرؤيته و توجهاته، نأمل أن تكلل جهودنا فيه بالتوفيق . و سنعمل بإصرار أن يكون بداية نهوض جيل وطني جديد ، يؤمن باختلاف الرأي و احترام الآخر في إطار موريتانيا موحدة و قوية و مميزة بتشكيلتها الإتنية و موقعها الجغرافي و مكانتها التاريخية.