سيصبح من الصعب جدا على تنظيم الدولة الإسلامية في القريب العاجل تجنيد عناصر جديدة وتمرير رسائله إلى العالم.
فقد اتفقت العشرات من الدول الأسبوع الماضي على تبني إجراءات جديدة لمراقبة الحدود لتعقيد سفر مجندي داعش.
كما تواصلت الدول الأوروبية مع مقدمي خدمات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لضرب هذه المجموعة الجهادية في مقتل، وذلك من خلال العمل سويا لمنع الدعاية الجهادية من الوصول إلى الشباب المستهدف.
في هذا الإطار تمت دعوة ممثلين عن غوغل وفيسبوك ومايكروسوفت وتويتر للحضور إلى اللكسمبورغ يوم 8 أكتوبر للالتقاء مع 28 وزيرا أوروبيا للداخلية ومناقشة سبل مكافحة الاستخدام المكثف لشبكات التواصل الاجتماعي من قبل تنظيم داعش.
ووفقا للمحلل الأمني المغاربي عبده ولد محمد فقد "أصبح الإنترنت القناة الرئيسية للتواصل بالنسبة للجهاديين، وبالتالي فإن هناك حاجة ملحة للقيام بعمل ما من أجل الحد من هذه الدعاية الهدامة".
وقال في حديث لمغاربية "نحتاج إلى منع النشاط الإلكتروني للإرهابيين الذي يدمر شبابنا. وبالتالي، يتعين على جميع شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسية الانضمام إلى هذا العمل".
ومع ذلك تظل الحرب على داعش في الفضاء الإلكتروني مهمة معقدة وفقا لما أوضحه رئيس إدارة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف.
وقال في هذا الصدد "لقد رأينا كيف بدأت مجموعة مثل تنظيم الدولة الإسلامية التعامل مع تويتر. وقد أغلق تويتر عدة حسابات، ومن تم تحولت هذه المجموعة إلى شبكة أخرى قامت هي الأخرى بفعل نفس الشيء. ومن ثم انتقلت إلى شبكة روسية".
من جهته أشار وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي "لديها مساحة حقيقية للمناورة في هذا المجال، كما أن ذلك يعتبر واجبا. فمن واجبهم أن يكونوا مسؤولين".
إلى جانب مكافحة داعش في الفضاء الإلكتروني، بدأت أوروبا تعمل على أمن الحدود.
فخلال اجتماع للاتحاد الأوروبي، عقد يوم 9 أكتوبر، لمناقشة قضية داعش، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير "علينا أن نتأكد أنه داخل نظام شينغن الأمني يستطيع رجل الشرطة عند الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أن يحدد ما إذا كان الشخص المغادر ذاهب للانضمام إلى الجهاديين".
وأضاف قائلا "لقد غادر 3000 مقاتل أوروبا لخوض الجهاد، ولا نريد أن تصبح أوروبا مصدرة للإرهاب. وفوق هذا وذاك لا نريد أن يعود إلى أوروبا مقاتلون مدربون يخططون للقيام بهجمات".
كما قال رئيس إدارة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي دو كيرشوف "لدينا معلومات عن العديد من هؤلاء الذي يستعدون للعودة من سورية والعراق، ويجب أن نكون مستعدين للكشف عنهم".
وفي خطوة أخرى تستعد وكالة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتيكس" لإطلاق مبادرة أمنية تتكلف عدة ملايين من اليورو في شهر نوفمبر.
وتقتضي هذه المبادرة التي أطلق عليها اسم "عملية ترايتون" نشر طائرات وسفن لمراقبة البحر الأبيض المتوسط.
وقال المسؤول إن العائدين من تنظيم داعش إلى أوروبا لن يتمكنوا من المرور دون أن يتم الكشف عنهم.
وكان رئيس إدارة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي دو كيرشوف قد صرح مؤخرا لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا " ستلاحق دول الاتحاد الأوروبي المقاتلين قضائيا إذا أقامت الدليل على أنهم انضموا إلى منظمة متطرفة، وستراقب هذه الدول بشكل سري المقاتلين الذين لم تحصل على دليل بشأنهم".
وقال دو كيرشوف "سيتم تقييم كل عائد على حدة لتحديد مدى خطورته".
وقال إنه لا يتوقع حدوث هجمات على نطاق واسع.
واختتم حديثه قائلا "لكن الذئب المنعزل الذي يملك رشاش كلاشينكوف قد يحدث ضررا كبيرا".
المغاربية