هذه رسالة طريفة من العالم اللغوي الفذ والمحقق الثبت والفقيه اللغوي الشهير محمد محمود ولد التلاميد التركزي، الشهير في المشرق العربي بالشيخ الشنقيطي، وقد وجهها إلى العالم السني الأصولي المجدد بابه ولد الشيخ سيديا.
والرسالة على إيجازها تعطي صورة عن أسلوب ولد التلاميد المتأثر بأساليب المشارقة في نهاية القرن التاسع عشر حيث يكثر من الأوصاف والتحليات والكنى "سيدنا ومولانا أبو المحاسن..."، فضلا عن الاستشهاد بالشعر العربي وإيراده في ثنايا النثر... كما نجد حرص ولد التلاميد رحمه الله على أن يبعث لبابه ولد الشيخ سيديا آخر المراجع العربية التي أشرف على نشرها بالمشرق وخصوصا كتاب المزهر للسيوطي وهو مرجع في فقه اللغة مشهور.
نص الرسالة:
الحمد لله تعالى وحده
إذا طلعت شمسُ النهار فإنها ۞ أمارة تسليمي عليك فسلمِ
سلام عليكم أنتمُ الأنس كلهُ ۞ وإن غبتمُ فالكتبُ عنكمْ هيَ الأنس
حضرة مولانا وسيدنا أبي محمد كمال الدين سيديَا بن مولانا وسيدنا أبي المحاسن جمال الدين محمد بن مولانا وسيدنا أبي محمد كمال الدين سيديا، إمام المسلمين وارث خاتم الأنبياء والمرسلين. رحم الله السلف وبارك للعالمين في الخلف، ويرحم الله عبدا قال آمينا.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وعلى قرة العين الأخ البر سيدنا ومولانا سيدي المختار وعلى أنجالكم الخيرة البررة وعلى جميع القبيلة والمريدين. لا زلتم ملجأ للقاصدين ومحط رحال الوافدين.
لن يزالوا كذلكمْ ثم لا زلـــ۞ ـــت لهم خالدا خلودَ الجبال
أما بعد فإني أحمد الله إليكم وألتمس صالح دعائكم وأشتاق إليكم شوقا يفوق شوق غيلان مي، ولو قدرت صككت إليكم الركابَ صكة عُمَيٍ. (ولكتبت ما) يضيق عنه هذا الصك. ويصل حضرتكم (مع) الحاج محمد مولود الكتاب المزهر للسيوطي.
وَمَنْ جَلَّ عن كل المراتب قدره ۞ فأفضل ما يُهْدَى إليه كتابُ
وعليكم سلام تعين صدورَه أكفالُهً، وتتلو قرومَه إفالُه، وتتبع عوذَهُ أطفالهُ. ودمتم فوق ما رمتم وفدتكم كل نفس من كل بأس.
وكتبه الحقير الذليل المرتجي من ربه عفو ذنبه إمام العلم بالحرمين وخادمه بالمشرقين والمغربين محمد محمود بن التلاميد التركزي المدني المكي لطف الله به. 1309 لخمس بقين من شوال (22 مايو 1892)
وصلكم مع حامله .... ونسخة من الكتاب المزهر ارسلوها إلى جدُّ بن البشير بن الحبيب التركزي.
جميع الحقوق محفوظة للموقع - 2013
الرأي المستنير