في الأسواق …تاجرات نصف عاريات يعرضن بضاعة… ويبعن أجسادهن

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
أربعاء, 2014-11-26 22:31

في كل سوق وعلى ناصية كل شارع ترى- أردت أم لم ترد- فتيات نصف عاريات يتربعن في حوانيت تعرض كل شيء ولا تبيع إلا شيئا واحدا.

“الملاحف” و”الدراريع” ومساحيق التجميل وملابس الأطفال ومواعين الشاي وأشياء أخرى هي

 

 

ما يظهرن من بضاعة الحانوت، أما يخفين أو بالأحرى ما يحاولن إخفاءه وإبداءه في الوقت ذاته فهو دون لف أو دوران ” تجارة الجسد”. ظاهرة تنتشر في مجتمعنا بسرعة فائقة، نترصدها ونحاول كشف لبس غموضها في سياق هذه الورقة. العرض والطلب تعتمد التجارة أساسا على ما يعرف في لغة الاقتصاد بالعرض والطلب، وه حفظ و ما يحدث فعلا في هذه الحوانيت مع فارق بسيط من حيث الشكل، فالعرض يتمثل في ملابس ومساحيق تجميل للنساء وملابس للرجال ومثلها للأطفال، أما الطلب فعلى العارضات أنفسهن، وما أدراك ما العارضات؟ فتيات يلبسن من الملابس ما خف وزنه وشف ظاهره وغلا ثمنه، يعرضن سيقانا وأذرعا وصدورا مكشوفة، وينفثن ريح عطر باريسي يشم من مئات الأمتار، وفي داخل الحانوت ترن موسيقى كؤوس الشاي لتتمايل عليها الفاتنات معلنات على الملإ أن طريق الفاحشة ( يبدأ من هنا). محلات لتجميل النساء ما علاقة تجميل النساء وحلاقتهن بتجمهر الرجال؟!! سؤال يتبادر إلى ذهنك حين تمر من أمام محلات تجميل النساء التي كتبت على بعضهن عبارة “محل لتحميل النساء”، فحين يتجمع الرجال والنساء في محل ضيق ويسدل ستار غليظ على أبوابه ويعشش الظلام بداخله وتنقطع الأصوات فإن هذا لا يعني إلا شيئا واحدا هو أن المحل ليس بالتأكيد لتجميل النساء وفق العادة المعروفة، ولا يستغرب أن يكون لتحميلهن. “سكينة” سيدة تعمل في محل لتجميل النساء ” ليست كل المحال معدة أصلا لتكون أوكار دعارة، مع العلم أنه توجد بما لا يدع مجالا للشك محلات تخلط عمل التجميل بما قد يحلو للبعض تسميته “عمل التحميل”، وهذا أمر طبيعي . أرى أن على الإعلام تسليط الضوء على الظروف والأسباب التي دفعت بهؤلاء النسوة إلى بيع أجسادهن بدل الاكتفاء بتحديد الظواهر المخلة بآداب و أخلاقيات المجتمع”. صالونات الحنة والحلوة بيوت أعدت لتزين فيها العروس ليتمتع بها زوجها وهي في أبهى صورة وأجمل منظر قد تظهر فيه أمام ناظريه، لأن ظروف ما بعد الأيام الأولى من العرس ستصرف نظره عن شكلها على الأقل، بعض هذه البيوت أصبحت النساء فيها عرضة لتعليقات بعض الرجال من غير المحارم، ذلك لأنها مفتوحة على مصراعيها ليطلع كل من هب ودب على عورات من بداخلها من النساء، أما البعض الآخر فقد حاد عن ما أعد له أصلا ليتحول إلى ملاذ لكل باحث عن شهوة عابرة بثمن بخس دون خوف من رادع أو حياء من رقيب. “أمكيفيلة” سيدة يوحي شكلها أنها في الأربعين من عمرها- رغم أنها ادعت أنها لم تبلغ الثلاثين- نفت بشدة أن تكون هذه المحلات مشبوهة ” نحن نعمل في النور ولا نضع ستارا حتى لا يتهمنا أحد، ومع ذلك لم ننجو من الوقوف في قفص الاتهام، نحن لا نستطيع وليس بمقدورنا أن نمنع الرجال من الوقوف في الشارع أمام الدكاكين، لكن على الرجال أن يستحوا من أنفسهم، لأن من ينظرن إلى عوراتهن ويحاولون جاهدين كسب ودهن لإيقاعهن في المحظور، هؤلاء إن لم يكن أخواتهن أو أمهاتهن أو بناتهن، فهن أخوات وبنات وأمهات لرجال آخرين مثلهم وعليهم احترامهم والكف عن الإطلاع على أعراضهم “ الصياد والفريسة الحوانيت وبضاعتها مجرد تمويه مكشوف على ما يدور بداخلها، فهذه الحوانيت أو غالبيتها أعدت لتكون أرضية خصبة لصيد الرجال أو الاختلاط غير المشروع في بعض البيوت لبعض “التاجرات “، لذلك وباسم التجارة ( المباركة ) وفي غفلة أو تغافل من الآباء والأزواج انتشرت الظاهرة في كل أنحاء العاصمة لتنتقل عدواها إلى كل ولايات الوطن، فمن داخل الحانوت وتحت غطاء مساومة المعروض من البضاعة تحدث في السر مساومة أخرى على الجسد تنتهي غالبا بالاتفاق على الثمن الذي قد يكون مالا حراما أو شهوة أشد حرمة. (أمينة) صاحبة دكان تقول ” لا تظلمونا ولا تعمموا الظاهرة فنحن كجميع شرائح المجتمع فينا الصالحات وفينا الطالحات، نفتح حوانيتا لأن الظروف المعيشية السيئة وضيق ذات اليد تفرض علينا أن نبحث في الحلال عن فرص عمل جديدة نقتات منها، أما الذنب الحقيقي فهو ذنب الرجال الذين يحاولون بشتى الأساليب والطرق إغراءنا لنسير على درب الفاحشة والرذيلة”. الحانوت أرض خصبة للصيد والصياد فاتنة من بنات “شنقيط” والفريسة رجل من أحفاد “المرابطين”، قد يكون ابن عالم وفي أسوأ الأحوال شاعر أو حفيد شاعر. “سيدي” انتقد ما تقوم به النساء معتبرا أن مبرراتهن واهية ولا تمت إلى الحقيقة بصلة فقال ” هؤلاء النسوة هن بناتنا وأخواتنا وقد ربيناهن أحسن تربية، لكن المسلسلات التلفزيونية والأفلام التي لا رقيب عليها، هي ما أفسدهن بالرغم من تقديمنا النصح لهن، لكن لا حياة لمن تنادي. خاتمة قد يكون من الظلم أن نغلق حوانيت تقتات منها نسوة قد تكن بلا معيل في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، لكن من الأشد ظلما أن نترك لهن الحبل على الغارب ليصبحن ضحايا أشباه رجال يقدنهن إلى عالم الانحراف والرذيلة، أو يكون الرجال فريسة لغضب الرحمن وأمراض تحملها بعض هؤلاء النسوة اللاتي تروج بضاعتهن في ظل غلاء المهور وارتفاع نسبة البطالة وتدهور التعليم وغياب الرقيب وصمت رجال الدين الدولة.

بادو ولد محمد فال