أعلن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أن الزلات المتكررة لمرشح حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي في الانتخابات الرئاسية التونسية ستصب في مصلحة الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي في الدور الثاني من السباق الرئاسي.
وقال عماد الدايمي أمين عام حزب المؤتمر لمؤسسة المنصف المرزوقي إن “المرزوقي يدخل الدور الثاني لانتخابات الرئاسية بأوفر الحظوظ للفوز باعتبار أن قاعدته الانتخابية منتشرة في كامل تونس ولدى الجالية التونسية بالخارج”.
وأكد الدايمي كذلك أن حظوظ المرزوقي قائمة بقوة “باعتبار أيضا الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها المنافس في الفترة الأخيرة في تصريحات غير مسؤولة وهجوم على الناخبين وفي زلات اللسان الكثيرة التي قام بها”.
ويقصد الدايمي أساسا التصريحات التي أدلى بها الباجي قايد السبسي لراديو مونت كارلو الفرنسي.
وعقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في دورها الأول صرح السبسي للإذاعة بأن من صوت للمرزوقي هم من الإسلاميين وقياديي حركة النهضة والحزب الأكثر تطرفا، في إشارة إلى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، إضافة إلى السلفيين الجهاديين وروابط حماية الثورة، مشيرا إلى أن جميعها أحزاب عنيفة.
ودفعت التصريحات لخروج احتجاجات في مدن بالجنوب التونسي كونها صوتت بالأغلبية للمرزوقي وترافق ذلك مع تصاعد الحرب الكلامية بين فريقي المرشحين الرئيسيين للمنصب الرئاسي ما أدى إلى مخاوف من تفجير نعرات جهوية بين أقاليم البلاد والانزلاق إلى الفوضى.
ويردد المرزوقي أن احتمال فوز حركة نداء تونس بالرئاسة إلى جانب فوزه بالأغلبية في مجلس نواب الشعب وإشرافه على تشكيل الحكومة المقبلة سيفقد البلاد التوازن السياسي وسيدفع إلى العودة نحو مربع الديكتاتورية وحكم الحزب الواحد.
وقال حزب حركة نداء تونس الذي أسسه السياسي المخضرم الباجي قايد السبسي (87 عاما) قبل عامين فقط لمنع هيمنة حركة النهضة الإسلامية على الساحة السياسية بعد الثورة، انه لا يسعى إلى الاستفراد بكافة السلطات لكن معارضيه ينظرون إلى مواقفه بتحفظ.
وقال الدايمي “شهوة التسلط تغلب على تصريحات قياديي النداء وهي تهدد الحريات ولكن هذا يعطي صورة للمرزوقي كضمانة للاستقرار والسقف العالي للحريات”.
وأضاف أمين عام حزب المؤتمر “لدينا تخوف من أن يمسك هذا الحزب سليل حزب التجمع الذي حكم تونس لمدة ستين عاما وثار ضده التونسيون، بكافة السلطات عندها ستكون عودة للديكتاتورية”.
وحل المرزوقي الذي رشح نفسه كمستقل في المركز الثاني خلف السبسي في الدور الأول للانتخابات لكن وعلى خلاف التوقعات جاء على مسافة قريبة منه تناهز 6 بالمئة من أصوات الناخبين، ما يفتح الباب أمام كل الاحتمالات في الدور الثاني.
ويدرك المراقبون في تونس أن صعود المرزوقي في الدور الثاني يتوقف عمليا على استمرار دعم قواعد حركة النهضة الإسلامية التي التزم قادتها الحياد رسميا في الدور الأول.
وأوضح الدائمي “وجهنا الدعوة لكل القوى السياسية، لحركة النهضة وغيرها، من أجل الحفاظ على استقرار البلاد والتوازن والابتعاد عن شبح التغول والعودة إلى الوراء”.
لكنه أكد في المقابل قبول حزبه بالنتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع حتى وإن لم تكن في صالح المرشح المنصف المرزوقي.
وقال الدايمي “نحن في ديمقراطية ناشئة وبالضرورة سيتم قبول نتائج الانتخابات إذا كانت نزيهة وستكون هناك طعون إذا حصلت خروقات. لكننا سنبقى في ردود الفعل السلمية والحضارية لإنجاح المسار الانتقالي”.
القدس