قال مسؤول كبير في قطاع الطاقة الجزائري أمس الأحد ان الجزائر عضو منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» تتوقع أن تظل أسعار النفط منخفضة لبعض الوقت، بسبب تخمة المعروض في السوق لكنها لن تنزل أكثر من ذلك.
وقال علي حاشد، مستشار وزير الطاقة الجزائري، على هامش مؤتمر لقطاع الطاقة في شمال افريقيا «عرفنا ذلك من قبل .. دورات من الارتفاع والانخفاض. هناك نفط كثير في السوق وطلب ضئيل. نحتاج لبعض الوقت قبل أن ترتفع الأسعار مجددا لكننا لا نعرف عند أي مستويات…لا أعتقد أن الأسعار ستنخفض أكثر».
وتعتمد الجزائر اعتمادا كثيفا على إيرادات الطاقة لتمويل الإنفاق الحكومية، لكنها لم تعدل حتى الآن خطط الميزانية بعد تراجع الأسعار الحاد منذ يونيو/حزيران الماضي.
على صعيد آخر أكد سعيد سحنون، المدير التنفيذي لشركة النفط والغاز الحكومية الجزائرية «سوناطراك»، ان تراجع اسعار النفط لن يؤثر على خطة الاستثمار الخماسية (2015-2019) البالغة قيمتها 100 مليار دولار والتي تتضمن توظيف ثمانية آلاف مهندس وتقني.
وقال سحنون في تصريح للصحافيين أمس «قررنا الابقاء على مخططنا الاستثماري دون تغيير رغم تراجع أسعار النفط». واضاف «سنوظف ثمانية الاف شخص بين 2015 و2019 من المهندسين والتقنيين فقط».
وتوظف سوناطراك حاليا حوإلى 50 الف عامل مع رقم اعمال بلغ 60 مليار دولار في 2013، بحسب الشركة التي تملك 154 فرعا منها 49 خارج الجزائر .
وتراجع سعر النفط الخام في شكل غير مسبوق وبنسبة ناهزت ثلاثين في المئة منذ حزيران/يونيو الفائت ليستقر دون سبعين دولارا للبرميل، في ادنى مستوى له منذ خمسة اعوام، وذلك بسبب فائض العرض في السوق وكذلك القرار الذي اتخذته اخيرا منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» بعدم تخفيض سقف انتاجها.
وتعتزم المجموعة الجزائرية الحكومية استثمار 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة لزيادة قدرة الانتاج والتصدير، بحسب ما ذكر مصدر مقرب.
وأشار سحنون أنه تقرر بذل جهود استثنائية لتوسيع قاعدة الاحتياطات ورفع القدرة الانتاجية لـ»سوناطراك» سواء في مجال انتاج البترول أو انتاج الغاز.
ويتضمن مخطط التطوير الذي تعتزم الشركة اطلاقه تطوير حقول النفط والغاز وتعزيز القدرات في مجال نقل المحروقات ونشاط البتروكيماويات والتكرير وتثمين الموارد البشرية الضرورية.
وتعتزم «سوناطراك» استثمار 42 مليار دولار في لرفع انتاج النفط والغاز المصاحب إلى 225 مليون طن من المكافئ النفطي، مقابل استثمار 22 مليار دولار في مجال الغاز الطبيعي الحر.
كما تتضمن خطة «سوناطراك» الاستثمار في استخراج الغاز الصخري، الذي تملك الجزائر ثالث احتياطي عالمي منه ويقدر بـ700 تريليون قدم مكعبة، حسب وكالة الطاقة الدولية.
واوضح سحنون ان «سوناطراك بالتعاون مع شريك اجنبي ستبدأ إنتاج الغاز الصخري في 2022 بكمية 20 مليار متر مكعب في السنة ليرتفع الإنتاج إلى 30 مليار متر مكعب في 2025».
وتسعى الجزائر إلى مضاعفة انتاجها من الغاز خلال السنوات العشر المقبلة والمقدر حاليا بحوإلى 80 مليار متر مكعب سنويا.