مناظرة شعرية رمضانية / الشيخ ولد سيدي عبد الله

اثنين, 2014-06-30 00:29

كان أساتذة المحاظر الشنقيطية، يتكفلون بتقويم أشعار طلابهم، خلال مراحلهم الأولى، ومثاله ما حدث في محظرة يحظيه بن عبد الودود (ت 1358 هـ -1939م) "بين مَمُّ بن عبد الحميد (ت 1362هـ -1943م)، ومحمد بن عاون، ومحمدن بن بو (1313 هـ - 1392هـ)، حيث أقبل شهر الصوم، وهم عند بئر (آوليك)، وكان الزمن قاسيا آنذاك، فجاء محمدن بن بو إلى صديقيه، مم ومحمد بن عاون، فأنشد مَمُّ البيتين :

أيا نـفس صبرا كي تنالي وتبلغي ==

رضاك فمن يصبر ينل ما يحاول

فهذى نجوم الصيف لاحت بروجها ==

وهذا هلال الصوم يا نفس قابل

وانشد محمد بن عاون :

لـقد ثبتـنا لمـا استقرت قلوبـنا ==

وقد زال بالقوم الكرام الـزلازل

وما أنا في مـدح الكريم بقـائـل

=سوى أنني في مدحك اليوم قائل

فان تحي لا أملل حياتي وإن تمت

= فما في حياتي بعد موتك طائـل

وانشد محمدن بن بو :

اقول لنفس هـالها اليوم هـائل =

=وشوقـها أن قـد نأتـها المنازل

الا فـالـزم الصبر الجميل فإنـما ==

على قدر صبر المرء تأتي المسائل

مع الفاضل المفضال والماجد الذي =

=جرى فضله بين ال والفواضل

فلا فـعل محمود كفعل محـاول

==فـوائـد يحظيه فـنعم المحـاول

فلما أنشدوا الشعر شيخهم (يحظيه) قال : أشعركم محمدن بن بو، وزاد عليكما في الشعر، ومدحني" .من كتاب(نقد الشعر الفصيح عند الشناقطة) - ص135 صفحة الدكتور الشيخ -