تعهدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين للرئيس الأفغاني أشرف غني بأن تواصل ألمانيا دعهما لأفغانستان من أجل تحقيق الاستقرار.
وقالت فون دير لاين الأحد بعد لقائها بالرئيس الأفغاني: “قد أظهر غني بشكل واضح مدى تقديره الكبير للدعم الألماني لبلاده”.
تجدر الإشارة إلى أن غني تولى منصب الرئاسة منذ أسابيع قليلة.
وحذرت الوزيرة الألمانية خلال زيارتها في أفغانستان التي تستغرق يومين من سحب القوات الدولية بشكل سريع.
وبعد محادثتها مع الرئيس الأفغاني الاحد، لم تستبعد فون دير لاين أن يتم تمديد مهمة حلف شمال الأطلسي التدريبية الجديدة المعروفة باسم “الدعم الحازم” لأكثر من العامين المتفق عليهما حتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سينهي مهمته الدولية المعروفة باسم مهمة قوة المساعدة الأمنيةالدولية (إيساف) في أفغانستان في الحادي والثلاثين من شهر كانون أول/ديسمبر الجاري.
ويعتزم الحلف الإبقاء على 12 ألف جندي في أفغانستان للقيام بمهمة جديدة تهدف لتدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها.
وحتى الآن من المقرر أن تستمر المهمة الجديدة للناتو لمدة عامين.
وشددت فون دير لاين على ضرورة أن يتم الاستفادة من هذين العامين بشكل تام، على أن نرى بعد ذلك “كيف يكون الوضع في أفغانستان في نهاية هذين العامين، ثم نتخذ (…) القرارات بعد ذلك”.
وصرحت وزيرة الدفاع الألمانية بذلك ردا على سؤال وجه لها عن مدة مهمة التدريب.
وتابعت الوزيرة الألمانية: “ما يهمني هو أن (…) نغادر أفغانستان في الوضع الذي تكون قد حققت فيه القوة التي يمكنها بها الصمود بنفسها”.
ووفقا لتقدير فون دير لاين، كانت مهمة حلف الأطلسي (إيساف) مجدية على الرغم من كل الصعوبات والضحايا.
وقالت فون دير لاين: “إذا نظرنا لما سبق، سيتضح في بعض العوامل أنها كانت مجدية”، مشيرة إلى أن أفغانستان اليوم لم تعد “وكرا للإرهاب”.
وتابعت الوزيرة الألمانية أن أعداد التلاميذ تضاعف بمقدار العشرات وأن أفغانستان لديها الآن 350 ألف رجل شرطة وجندي مهمتهم تحقيق الأمن للبلاد.
وعلى الرغم من ذلك فإن الوضع الأمني في أفغانستان لايزال يبدو خطيرا.
وفقا لتصريحات وزارة الداخلية الأفغانية لقى ستة آلاف فرد من القوات الأفغانية حتفهم خلال هذا العام وحتى منتصف شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي إثر شن هجمات واعتداءات من طالبان، في حين بلغ هذا العدد 4300 شخص في الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، قتل ثلاثة آلاف مدني أيضا في أفغانستان حتى منتصف شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
ومنذ بداية مهمة (إيساف) منذ ثلاثة عشر عاما، لقى 55 جنديا ألمانيا حتفهم في أفغانستان. ولا يزال الخطر قائما بالنسبة للجيش الألماني حتى بعد انتهاء هذه المهمة.
يذكر أنه كانت هناك عملية انتحارية قام بها شاب أفغاني في إحدى المدارس بكابول الخميس الماضي تسببت في مقتل ألماني كان موظفا لدى إحدى منظمات المساعدة. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الواقعة.
واستمرت أعمال العنف في أفغانستان خلال زيارة الوزيرة الألمانية؛ حيث لقى ما يزيد على 20 شخصا حتفهم من بينهم جنود أفغان إثر هجوم انتحاري في العاصمة الأفغانية كابول أمس السبت.
ووصف الرئيس الأفغاني الواقعة بأنها “عمل غير إسلامي”، وقال في خطاب تليفزيوني: “كفى! سنقول جميعا أننا لا نرغب في الإرهاب”.
تجدر الإشارة إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية علمت بوفاة والدها السياسي الألماني البارز، إرنست ألبرشت، خلال زيارتها في أفغانستان، ومع ذلك قررت مواصلة برنامج زيارتها دون تغيير وإجراء المباحثات الاحد.
القدس العربي