للأسف الشديد لم يعد طريق الأمل كما كان، شريان حياة بالنسبة لكل الموريتانيين، وطريقا يربط أغلب المدن والولايات الموريتانية ببعضها، لقد تحول ذلك الأمل الذي انطلق مع العشرين الأولى من عمر الدولة الموريتانية، إلى طريق أمل ومعبر سريع نحو الموت، هنالك للأسف على ذلك الطريق ركام كثير من الدموع والجراح والآلام، بعد الأرواح البريئة التي صعدت إلى بارئها.
وتمثل الشريط الرابط بين نواكشوط و بوتلميت أخطر مقاطع هذا الطريق، وأكثرها قدرة على إنهاء الرحلات السعيدة، بنهايات من الموت والألم
إن وضعية هذا الطريق باتت أكثر خطورة من ذي قبل، فما عاد أكثر من طريق سالكة نحو الموت، ولا يبدو أن ثمة نية لدى السلطات الرسمية في التعامل مع هذا الوضع الخطر، الذي لا يمكن السكوت عنه بعد الآن.
لقد أنهت هذه الطريق للأسف أرواح عدد هائل من الموريتانيين من كل طبقاتهم العمرية والفئوية، سالت على جانبيها أرواح علماء وساسة ووزراء وأطفال برآء ونساء وشيوخ وشباب، لقد وقع الدم الموريتاني على تلك الطريق بكل أسمائه وجهاته، فيا للأسف ويا للعار.
وإذا سلمنا جدلا بأن السرعة وعدم تقيد بعض السائقين بأخلاق الطريق، تتحمل جزء أساسيا من تلك الحوادث، فمن يتحمل مسؤولية انهيار الطريق وتحول مقاطع كبيرة منه إلى آثار وحفر للموت، ومن يتحمل مسؤولية الترقيعات التافهة التي يقام بها بين الحين والآخر على هوامش ذلك الطريق، لتتحول إلى أرقام صاروخية في بنود الصرف، أما على أرض الواقع فليست أكثر من تربة غبارية تمنع الرؤية وتساعد في ازدياد الحوادث.
إن تعامل السلطات مع ملف طريق الأمل ومقطعه الرابط بين نواكشوط وبوتلميت، لم يكن تعبيرا صادقا عن انعدام المسوؤلية فحسب بل كان دليلا على انعدام الحس الإنساني وكأن هذه الأرواح لا تعني شيئا بالنسبة لمن يملكون الجرافات وشركات الطرق ويتربحون من بناء طرق عنكبوتية وهمية.
إنني باسم سكان بوتلميت، وبحكم مسؤولتي كعضو في مجلس الشيوخ الموريتاني عن مقاطعة بوتلميت لأشاطر سكان موريتانيا جميعا، وسكان بوتلميت الحزن الشديد لما آلت إليه هذه الطريق، وأشعر بالألم الشديد للأخبار المروعة التي تترى كل يوم عن وفاة شخص أو اثنين أو انقلاب مجموعة أو أن شاحنة قضت على أرواح بريئة وأنهت رحلتهم على غير موعد.
أنني أطلق هذا النداء إلى كل معني بالمسألة وكل معني بالمسؤولية عن هذا الطريق من رئيس الجمهورية، إلى وزارة التجهيز والنقل وبرلمان الشعب الموريتاني ومنتخبيه وإلى الشركاء والمانحين من أجل الإسراع في إنقاذ الموريتانيين من خطر هذا الطرق ومن أجل بناء طريق عصري سريع آمن سالك، يعيد الأمل إلى السكان وينهي هذه المأساة اليومية
رحم الله الذين قضوا على هذه الطريق وتقبلهم في الصالحين وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وشفى الله المصابين والحرجى
وإنا لله وإنا إليه راجعون