خطف فريق ليفربول التعادل بسيناريو مثير للغاية في مباراته مع ضيفه آرسنال على ملعب "آنفيلد روود" في قمة لقاءات الجولة 17 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
الليفر لم يستغل تقدمه بهدف فيليب كوتينيو في الدقيقة 45، حيث رد آرسنال بهدفين سجلها ماتيو ديبوشي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، ثم خطف أوليفيه جيرو هدف التقدم في الدقيقة 64، قبل أن ينجح المدافع السلوفاكي في خطف هدف التعادل في الدقيقة 97.
استحق الليفر الخروج بنقطة التعادل، لأنه حاول كثيراً، وكان الفريق الأفضل طوال المباراة، ليرفع رصيده إلى 22 نقطة في المركز العاشر، بينما دفع آرسنال ثمن الحرص الزائد لمدربه آرسين فينجر، ليبقى في المركز السادس برصيد 27 نقطة متساوياً مع جاره توتنهام هوتسبيرز.
تفوق ليفربول على ضيفه في الشوط الأول، وكانت فرصه عديدة على المرمى، حيث اعتمد مدربه برندان رودجرز المدير الفني للفريق على طريقة 3-4-3، وشكل الثلاثي الهجومي رحيم سترلينج، آدم لالانا، فيليبي كوتينيو إزعاجاً متواصلاً لدفاع الجانرز.
هذا الثلاثي وجد دعماً كبيراً من وسط الملعب من ستيفن جيرارد، جوردان هندرسون، لوكاس ليفا، ومامادو ساخو، حيث وصلت نسبة استحواذ الليفر على الكرة إلى 64%، وهدد لاعبوه مرمى فويتشيك تشيزني حارس الآرسنال 9 مرات.
قدم فريق آرسنال أداءً متواضعاً، اختفت عناصر الخطورة أليكسيس سانشيز، داني ويلبيك، أوليفيه جيرو، وسانتي كازورلا، واستسلموا تماماً للرقابة الدفاعية، حيث كان الأسترالي براد جونز بمثابة ضيف شرف.
الإثارة بدأت مع الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، حيث تسلم كوتينيو الكرة وراوغ الدفاع، مسددها مباشرة لتسكن الشباك بعدما اصطدمت بالقائم الأيمن، إلا أن فرحة جماهير ليفربول بهذا الهدف لم تدم أكثر من دقيقتين، حيث خطف ماتيو ديبوشي هدف التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بضربة رأس مستغلاً تعثر دفاع الليفر في تشتيت الكرة.
واصل "الريدز" تفوقه الهجومي مع بداية الشوط الثاني، إلا أن دفاع آرسنال بدأ يصمد ويغلق المساحات أمام منافسه، لذا جاءت محاولات ليفربول من تسديدات طائشة لكوتينيو ولوكاس ليفا، إضافة إلى ضربة رأس من ستيفن جيرارد خارج المرمى الخالي.
وسط هذه السيطرة الحمراء لأصحاب الأرض، فاجأ جيرو جماهير "آنفيلد" بتسديدة قوية بجوار المقص الأيمن، بعدها من هجمة منظمة وسريعة، يتوغل كازورلا في الجبهة اليسرى، ليلعب كرة أرضية لجيرو، سددها مباشرة بين قدمي الحارس الأسترالي براد جونز، ليتقدم "الجانرز" بهدف ثان، والخامس لجيرو في الدوري هذا الموسم.
اضطر رودجرز للمجازفة هجومياً لإدراك التعادل، ولجأ لأوراقه الرابحة على مقاعد البدلاء، حيث أشرك فابيو بوريني وريكي لامبرت مكان لازار ماركوفيتش وكولو توريه، ورد آرسين فينجر بتبديل دفاعي بنزول لاعب الوسط الشاب فرانسيس كوكيلين مكان أولفيه جيرو.
ضغط الليفر بكل خطوطه، وأنقذ تشيزني مرماه من فرصتين خطيرتين لفابيو بوريني، الأول بضربة رأس ثم تسديدة قوية، قبل أن يتحرك فينجر لتنشيط الصفوف بنزول الكوستاريكي جويل كامبل مكان أليكس تشامبرلين.
9 دقائق وقت بدل ضائع .. احتسبها حكم اللقاء لتعويض فترة علاج مارتن سكرتيل الذي أكمل المباراة متأثراً بإصابة في الرأس ... هذه الدقائق كانت بمثابة مواجهة منفصلة، سدد سترلينج كرة قوية أبعدها تشيزني، بعدها ينال بوريني الإنذار الثاني بعد تدخل عنيف أدى إلى تمزيق قميص سانتي كازولا، ليخرج اللاعب الإيطالي مطروداً من الملعب.
لم ينل النقص العددي من عزيمة لاعبي ليفربول، بل واصلوا الضغط، واستمر فينجر في تبديلاته الدفاعية بنزول ناتشو مونريال مكان أليكسيس سانشيز الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته مع آرسنال.
واصل تشيزني التصدي للمحاولات العديدة، وحصل ليفربول على أكثر من ركلة ركنية، ومن إحداها لعب آدم لالانا كرة عرضية، ارتقى لها سكرتيل "بطل هذا الوقت الضائع" برأسه في الزاوية اليسرى، لتنفجر الفرحة في مدرجات ليفربول، بعدها يسدد كازولا كرة قوية أبعدها جونز ببراعة، ليخرج أصحاب الأرض بنقطة ثمينة.