استغرب عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي الدكتور علي الصلابي الدعوة التي صدرت عما يُعرف بـ "مسار نواكشوط" التي عُقدت في موريتانيا للأمم المتحدة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا وفرض نظام بالقوة على الشعب الليبي، واعتبر ذلك دعوة صادمة ولا تنسجم مع تطلعات شعوب المنطقة المغاربية والعربية وقبلهم الشعب الموريتاني.
ورأى الصلابي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن دعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الأمم المتحدة إلى التدخل في الشأن الليبي دعوة غير صائبة، وقال: "أستغرب بشدة أن تصدر من العاصمة الموريتانية نواكشوط ومن الرئيس محمد ولد عبد العزيز شخصيا دعوة للأمم المتحدة من أجل التدخل العسكري في الشأن الليبي في الوقت الذي كان عليه أن يتوسط بين جيرانه الليبيين ويكون رافضا لأي دور عسكر خارجي في ليبيا.
لقد صمت الرئيس الموريتاني على الوضع في ليبيا دهرا ولم نسمع له صوتا بشأن الوضع في ليبيا، وعندما تكلم اختار الطريق الخطأ بالدعوة إلى التدخل العسكري في ليبيا، وأقول الطريق الخطأ لأنه سيفتح أبواب ليبيا والمنطقة على أهوال لا يعرف نهايتها إلا الله وحده".
وأضاف: "كان الأولى بالرئيس الموريتاني أن يضم صوته للأصوات الحادبة على استقلال وسيادة ليبيا وأن يكون عامل خير مساهما في التوسط بين الفرقاء الليبيين من خلال البيت المغاربي والعربي، أما الدعوة إلى التدخل العسكري الأجنبي فهي دعوة للفوضى والاقتتال الداخلي ليس إلا، ولا تخدم إلا أجندة مستعمر قديم جديد".
ودعا الصلابي الفرقاء الليبيين إلى السمو فوق الجراح والخلافات والاحتكام إلى الحوار بدلا من السلاح، وقال: "إنني ومن موقع المسؤولية الوطنية والدينية أجدد الدعوة إلى كافة الفرقاء في ليبيا إلى نبذ السلاح والجلوس إلى مائدة حوار شفافة، فالذي يجمع بيننا كليبيين أكثر مما يفرق، وأن ننسج منوالا توافقيا يحقن دماءنا ويحفظ بلادنا من أي عدوان خارجي من عدو متربص".
وحذر الصلابي من أن ليبيا ل تكون نهاية المطاف في أي تدخل عسكري خارجي محتمل، وقال: "على كل من يدعو علنا أو من وراء حجاب إلى التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، أن يعرف أن ليبيا لن تكون نهاية المطاف بل ستكون البوابة لتدخلات عسكرية لن تستثني أحدا في المنطقة، كما أن من شأن أي تدخل عسكري في ليبيا أن يزيد من حدة الأفكار المتطرفة ومخاطر الإرهاب وخلخلة أمن واستقرار المنطقة بشكل كامل"، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد أعلن أن دول الساحل الإفريقي تطلب من مجلس الأمن الدولي التفكير في تدخل دولي في ليبيا لاعادة النظام الى هذا البلد.
وقال ولد عبد العزيز في تصريحات له عقب انتهاء اجتماع ما يعرف بـ "مجموعة الخمس للساحل"، التي تضم تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو: "نحن وعلى مستوى مجموعة الخمس للساحل طلبنا من مجلس الامن الدولي ومن الاتحاد الافريقي التفكير في تدخل دولي في ليبيا لاعادة النظام الى هذا البلد"، وأضاف: "كل الاتصالات التي أجريناها مع المسؤولين الليبيين تؤيد هذا الرأي"، على حد تعبيره.