يتعمّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إطلاق تصريحات ومواقف مثيرة للجدل، وخصوصاً على المستوى الاجتماعي الداخلي. فبعدما أنكر سابقاً المساواة بين الرجل والمرأة، وأثار غضب جمعيات حقوق المرأة في تركيا، ثم اقتراحه تحديد حقوق الإجهاض وعمليات الولادة القيصرية، وصل أردوغان، يوم أمس، إلى حدّ التدخل في المسائل الأكثر حميمية وفردية للمواطنين الأتراك، حين اعتبر أن استخدام وسائل منع الحمل «خيانة»، موضحاً أن ذلك يمكن أن يتسبّب بالقضاء على جيل كامل، ويساهم في شيخوخة المجتمع التركي.
ووجه أردوغان هذه التصريحات، أول من أمس، لعروسين في حفل زفاف أحد أبناء رجال الأعمال، قائلاً إن استخدام وسائل منع الحمل هو «خيانة لطموح تركيا بأن تصبح دولة مزدهرة، يشكّل الشباب جزءاً كبيراً من سكانها». وأكد أردوغان أن طفلاً واحداً أو اثنين «ليس كافياً»، مضيفاً إنه «لكي نجعل أمتنا اقوى، نحتاج إلى جيل شباب أكثر ديناميكية وشباباً، نحتاج إلى ذلك لنرفع تركيا فوق مستوى الحضارات المعاصرة». واعتبر أن البعض في هذا البلد «ضالعون في الخيانة المتمثلة في الترويج لاستخدام وسائل منع الحمل لسنوات من أجل القضاء على أجيالنا». واشاد أردوغان بالزواج، قائلاً: «الزواج هو رحلة طويلة. بعض الأيام جيدة وبعضها سيئ. والأيام الجيدة تصبح أكثر تكراراً بالمشاركة، والأيام السيئة تجلب السعادة في النهاية إذا تحلينا بالصبر». وقال «إنجاب طفل واحد يعني الوحدة، وإنجاب طفلين يعني التنافس، أما ثلاثة فيعني التوازن وأربعة يعني الرخاء. والله يهتم بالباقي».
وكان أردوغان قد دعا سابقاً الأتراك إلى إنجاب المزيد من الأطفال لمنع شيخوخة المجتمع.