اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الثلاثاء انه سيتم نشر تعزيزات امنية في فرنسا عشية عيد الميلاد بهدف طمأنة المواطنين بعد ثلاثة هجمات دامية خلال ثلاثة ايام، احدها متصل بالتطرف الاسلامي.
وارتفعت حصيلة الهجمات الى وفاة سريرية و25 جريحا بينهم ثلاثة من الشرطة، حيث اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء وفاة احد المصابين في هجوم نانت غرب البلاد، لكن اوساط الرئيس اوضحت لاحقا ان الاطباء اعلنوا ان احد الجرحى في حالة “موت سريري”.
ودعا هولاند مجددا الى “الهدوء” وعدم “الاستسلام للهلع″. وقال على هامش زيارته لكنيسة سان-بيار-اي-ميكلون “على الفرنسيين ان يستمروا في القيام بأعمالهم كالمعتاد والتحضير للميلاد تضامنا مع الضحايا”. واكد هولاند “اننا مصممون ومتيقظون ونحارب ايضا التعصب والارهاب”.
وقال هولاند “هناك حادثة واحدة يمكن اعتبارها عملا ارهابيا هي هجوم جوي-لي-تور الاحد، لكننا نتحرك ونريد ان نؤكد ان الحياة مستمرة”.
واكد هولاند وفالس ان الهجمات الثلاثة غير متصلة في حين بدأ الناس يشعرون بالخوف، وهو ما عبرت عنه صحيفة “لو باريزيان” في عنوان عريض الثلاثاء “الخوف يخيم على عيد الميلاد”.
وقال فالس في ختام اجتماع ازمة خصص للهجمات التي وقعت السبت والاحد والاثنين في ثلاث مدن في فرنسا نفذها افراد معزولون”نريد حماية وطمأنة الفرنسيين وان نقول لهم ان كل اجهزة الدولة في حالة تعبئة”.
واضاف انه “سيتم نشر ما بين 200 و300 عسكري اضافي في الساعات المقبلة” في الشوارع و”زيادة عدد الدوريات” خلال فترة اعياد نهاية السنة.
وتابع فالس “سيضاف هؤلاء الى 780 عسكريا منتشرين على الاراضي الفرنسية في اطار خطة +فيجيبيرات+ الامنية لمكافحة الارهاب” والتي تطبق خلال الاحتفالات في فرنسا او في حال حدوث تهديد.
واكد رئيس الوزراء الفرنسي ان “الدوريات ستكثف في المناطق ذات الازدحام والمناطق التجارية ووسط المدن ومحطات القطارات وشبكات النقل”.
وقال رئيس الوزراء انه لا ينبغي “الخلط بين الامور” وان تتابع هذه الهجمات عشية اعياد نهاية السنة يمكن تفسيرها على انها ردود فعل “بهدف التقليد”.
وجاءت هذه التصريحات المحسوبة في حين افادت المعلومات الاولية ان الرجل الذي صدم بشاحنته الصغيرة مارة في سوق لعيد الميلاد في نانت غرب فرنسا مساء الاثنين، موقعا عشرة جرحى، لم يكن شخصا “هامشيا”.
فالرجل البالغ من العمر 37 عاما طعن نفسه عدة طعنات بالسكين قبل ان يتم توقيفه.
وقال مصدر مقرب من التحقيق انه يعاني من “مشكلات على علاقة بالادمان على الكحول تتطلب احالته على اخصائي نفسي. وكان متورطا في قضية سرقة وفي جنحة في 2006″.
وقال المحققون ان الاسلام المتشدد كان وراء الهجوم الاول الذي قام خلاله رجل في العشرين من عمره باقتحام مركز للشرطة وطعن ثلاثة شرطيين وهو يهتف “الله اكبر” في جويه-لي-تور في وسط غرب فرنسا، قبل ان تقتله الشرطة.
وفي اليوم التالي قام شخص وصفته السلطات بانه “مختل عقليا” بصدم مارة بسيارته في ديجون في وسط شرق البلاد وهو يهتف “الله اكبر”، فاصاب 13 شخصا بجروح. والرجل المولود في فرنسا قبل 40 عاما من ام جزائرية واب مغربي قال انه تصرف بمفرده مدفوعا بمعاناة اطفال فلسطين والشيشان.
وقالت اوساط التحقيق انه مصاب بانفصام الشخصية منذ فترة طويلة وانه زار مصحة نفسية اكثر من 157 مرة بين 2001 و2014.
واكد مانويل فالس ان الحكومة لا تقلل بتاتا من خطورة هذه الاحداث، ردا على اتهامات وجهتها الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة والتي ربطت حادثي ديجون ونانت “بالارهاب”.
ونددت صحيفة “لوفيغارو” القريبة من المعارضة اليمينية بعجز السلطات على مواجهة من اسمتهم بانهم “مجانين الله”.
وكتبت الصحيفة ” نعم +مجانين الله+ الذين يحملون مع الاسف الجنسية الفرنسية ويمكن ان يشنوا هجوما في اي وقت على اراضي فرنسا يدفعهم تطرف قاتل وكره لكل ما نمثله”.
واقر فالس بان هناك “تهديدا غير مسبوق” وقدر ان هناك “1200 شخص” في فرنسا هم “معنيون بالجهاد”.
ولكنه قال ان عمل اجهزة الامن اكثر تعقيدا في مواجهة تهديد مبهم لا تمثله منظمة ارهابية محددة. وقال ان قوات الامن تواجه افرادا “من خلفيات مختلفة يمكن ان يتصرفوا منفردين”.
وفي ايلول/سبتمبر، دعا تنظيم “الدولة الاسلامية” المسلمين الى قتل رعايا الدول المشاركة في الائتلاف الدولي في سوريا والعراق، وخصوصا الفرنسيين. ومن بين ارشادات التنظيم استخدام شاحنات او سيارات لشن هجمات.
القدس العربي