وسارت القافلة؛ وبقي من اختاروا التخلف؛ جبنا؛ أو عدم فهم لحسابات التاريخ والجغرافيا والسياسة على الهامش؛ كما كانوا منذ الأزل..
سارت لا تبالي بالنابحين؛ الذين استمرؤا لعق أحذية الغرب؛ وبيع وطنهم في المزاد الرخيص.
قالت موريتانيا: لا.. ملء فيها لمن راموا إهانتها.. هي لا تحتاجهم أكثر مما يحتاجونها.
سارت لا تقبل الوصاية من أحد.. أروبيا؛ كان أو أمريكيا.. سارت.. تحدوها العزائم.. يحفها نصر الله.. ومن يمينها وشمالها الدعوات.. ومن خلفها جموع الشعب..
سارت.. وربك يكلؤها.. وستصل بحول الله.. سارت.. ومسيرها يغيظ الكفار.. فهي تتقي الأسنة بفتى؛ أغاظ الكفار والمنافقين.. بقطعه علاقات الخطأ والخطيئة مع مغتصبي الأرض العربية.. الذين وادهم من حاد الله؛ ذات هفوة رجيمة.. لم يغفرها أبناء شنقيط.
سارت.. وأينما حطت في واد.. أو نالت من عدو نيلا.. كتب لها وللسائرين قدامها وورائها وعن جنباتها عمل صالح..
سارت.. وحيثما حلت؛ يدعمها البسطاء.. الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا.. يثنون بالذي علموا على رائد المسيرة.. وعنوان موريتانيا مطلع القرن الحادي والعشرين.
التفوا حولها؛ تحدثوا عن الأمن من الخوف والجوع.. رغم أزيز الفتن حوالي بلاد المنارة والرباط.
تحدثوا عن طرق الوصال.. التي قوت روابط الرحم.. وغذت قوافل الميرة.. وقربت البعيد.. وأجهزت على عوامل البعد والبعاد..
تحدثوا عن إنارة زوايا أرضنا.. عن حرية التعبير والفكر والتسيس.. عن موريتانيا التي لا يوجد في طولها وعرضها.. سجين اعتقل على جريرة رأيه..
لن ينسوا للرئيس محاماته عن ذمار الدين والقيم والأخلاق.. رده كيد المتطاولين على المقدسات في نحورهم.. إعادته الدم الحار ينبض في شرايين المحظرة الموريتانية من بعدما عانت من حملات تجفيف منابع.. أراد من خلالها المستلبون أن تسقط الراية من يمين شنقيط.
سارت.. وما عناها أن سَوَّق الثوار العجائز.. من عرفتهم الأموال العمومية صائلين.. وجائلين خلال عرصاتها.. دعايتهم نائلين من زعيم المسيرة.. فالأرض تعرف الأبرار من أبنائها؛ وكذلك الناس.
سارت.. وستصل.. حتما ستصل.. فالديون في أعناق الأحرار حقيقة بالوفاء.. وربك يميز الخبيث من الطيب.. ولن يضيع جهد المصلحين المخلصين..
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين)..
صدق الله العظيم.