أعلن المغرب رفضه “بشكل مطلق” تعيين الاتحاد الإفريقي لـ “ممثل خاص لملف الصحراء”، معتبرا هذه الخطوة تمس باختصاصات منظمة الأمم المتحدة ومساعيها لإيجاد حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي.
ودعت الخارجية المغربية في بيان لها اليوم الثلاثاء، منظمة الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي “لتجاهل” هذا التعيين، ومواصلة دعم مسلسل البحث عن حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة.
واعتبرت السلطات المغربية أن الاتحادالإفريقي لا يملك أي “سند قانوني” أو “شرعية معنوية” للتدخل في ملف بحث حل سياسي للنزاع في إقليم الصحراء، باعتبار ذلك يدخل ضمن اختصاصات منظمة الأمم المتحدة، متهمة الاتحاد بالانحياز لصالح جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال إقليم الصحراء.
ووجه بيان الخارجية المغربية انتقادات شديدة اللهجة لموقف الاتحاد الإفريقي بشأن النزاع الإقيلمي في الصحراء، حيث وصفه بـ”المنظمة الإقليمية والدولية الوحيدة في العالم التي تضم ضمن أعضائها “كيانا وهميا” في إشارة لجبهة البوليساريو المطالبة بانفصال إقليم الصحراء، معتبرا هذا الموقف “خرقا للشرعية الدولية”.
وكان المغرب قد أعلن انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984عقب اعتراف هذه المنظمة الإفريقية بمنظمة البوليساريو، المطالبة بانفصال إقليم الصحراوء، كعضو فيها سنة 1982، ما أثار حفيظة المغرب، بعد توالي الاعترافات الإفريقية بمنظمة البوليساريو التي يعتبرها المغرب “منظمة انفصالية”.
وتأسست منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963 كأول منظمة إفريقية تضم حوالي 50 دولة إفريقية بهدف توحيد الجهود بينها من أجل “القضاء على التخلف الاقتصادي، وتعزيز التضامن الإفريقي، والارتقاء بالقارة من أجل لعب دور أكبر في صنع القرار على الساحة الدولية” وفقا لميثاقها التأسيسي، وتغير اسمها في عام 2002 إلى “الاتحاد الإفريقي”، وتضم حاليا 53 دولة إفريقية بينها ما يعرف بـ: “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، في إشارة إلى “إقليم الصحراء” الذي تطالب جبهة البوليساريو باستقلاله.
وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وتشرف الأمم المتحدة، بمشاركة جزائرية وموريتانية، على مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ بحثا عن حل نهائي للنزاع حول إقليم الصحراء منذ توقيع الطرفين اتفاقًا لوقف إطلاق النار عام 1991.
القدس العربي