قال مسؤولون أمس الأحد إن حريقا بسبب القتال في واحد من موانئ التصدير الرئيسية في ليبيا دمر انتاج البلاد من النفط لأكثر من يومين، مع تصاعد الاشتباكات بين فصائل تقاتل للسيطرة على الدولة العضو في «أوبك».
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط ان صاروخا اصاب صهريجا لتخزين النفط الأسبوع الماضي في ميناء السدر اثناء قتال بين قوات كل منها متحالف مع إحدى الحكومتين المتنافستين في ليبيا، وان الحريق الناتج دمر 800 ألف برميل من الخام.
وردا على الهجوم على ميناء السدر فيما يبدو نفذت قوات مؤيدة للحكومة المعترف بها دوليا ضربات جوية في مدينة مصراتة الغربية أمس. ونقلت الحكومة المعترف بها مقرها الى الشرق بعدما ارغمت على مغادرة طرابلس في الصيف.
وقال مسؤولون وسكان ان الغارات هي أول هجمات من نوعها على مدينة متحالفة مع الجماعة المسلحة التي سيطرت على العاصمة طرابلس.
وتشهد ليبيا قتالا بين الجانبين اللذين شكل كل منهما حكومة ونصب برلمانا خاصا ويطمحان لتأمين الحصول على حصة من الثروة النفطية الكبيرة في البلاد. واضطرت الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة رئيس الوزراء عبد الله الثني إلى اللجوء لشرق البلاد منذ سيطرت جماعة «فجر ليبيا» على طرابلس في أغسطس/آب الماضي ونصبت حكومة منافسة وبرلمانا منافسا. وأغلق ميناء السدر وميناء راس لانوف المجاور منذ تحركت قوة متحالفة مع «فجر ليبيا» شرقا من العاصمة قبل أسبوعين في محاولة للسيطرة على المنشأت هناك.
وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط ان النيران ما زالت مندلعة في ثلاثة صهاريج لتخزين النفط في ميناء السدر أمس، في حين استطاع رجال الاطفاء اخماد النيران في ثلاثة صهاريج أخرى.
وذكرت المؤسسة أن اجمالي انتاج ليبيا من النفط يبلغ 385 ألف برميل يوميا.
وأضافت أن صادرات الغاز الطبيعي من مشروع مليتة المشترك مع شركة «إيني» الإيطالية تراجعت إلى 60 في المئة من الطاقة الإجمالية للمرفأ الغربي.
وقالت المؤسسة ان القتال واغلاق حقوق الغاز المرتبطة بميناء السدر اضطرها الى استخدام بعض انتاج مليتة للاستهلاك الداخلي.
وقال محمد الحجازي المتحدث باسم القوات المسلحة الموالية للثني ان القوات الجوية هاجمت ميناء مصراتة وأكاديمية تابعة للقوات الجوية قرب المطار وأكبر مصنع للصلب في ليبيا والذي يقع في المدينة.
وأكد اسماعيل شكري المتحدث باسم القوات المتحالفة مع فجر ليبيا وقوع الغارات الجوية لكنه أضاف أنها لم تتسبب في أضرار.
وأضاف أن المطار في مصراتة مازال يعمل كالمعتاد وأن طائرة أقلعت قبل قليل.
وتقع مصراتة على مسافة 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس وترتبط بجماعة فجر ليبيا ويوجد فيها ميناء بحري رئيسي ومنطقة للتجارة الحرة. وقد نجت المدينة حتى الآن من القتال الذي يهدد بتقسيم ليبيا. ومنذ الاطاحة بمعمر القذافي في 2011 لم تحقق ليبيا الاستقرار. وبعدما قاتلت فصائل الثوار السابقين جنبا الى جنب تحولت ضد بعضها البعض وتحالفوا مع فصائل سياسية متناحرة في صراع على السيطرة.