عاد» قطار القصب»كما يطلقون عليه فى صعيد مصرليشق طريقه على شريط السكك الحديدية بين القرى والزراعات ، ايذانا بقرب تدشين الموسم الجديد ل»كسر القصب» يوم الاحد القادم ، ونقل محصوله إلى المصانع وعصره وتحويله إلى سكر وصناعات تكاملية أخرى .
ومع عودة قطار القصب ، يبدأ موسم ما يسمى فى صعيد مصر بـ»موسم الخير»، حيث تساعد عائدات المحصول السكان فى هذه المناطق على تحمل تكاليف الزواج والخطبة للأبناء وتشييد المساكن .ويتوقع ان يكون محصول العام الحالي جيدا.
واستعدت سلطات محافظة الأقصر فى صعيد مصر لإقامة احتفالها السنوى ببدء موسم «كسر القصب» بمشاركة الآلاف يتقدمهم محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ومدير الأمن اللواء حسام المناوى وشخصيات رسمية وقيادات شعبية.
وتشارك فى الحفل فرق الفنون الشعبية والخيول العربية. وينتهى الحفل باقامة أكبر مأدبة غذاء تشهدها المحافظة فى موعد يتجدد فى كل عام .
وبهذه المناسبة وافق محمد عبد الرحيم، رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية، على بدء موسم كسر وعصر القصب بمصانع سكر أرمنت ، تمهيدا لكسر مليون و400 ألف طن من القصب ونقله إلى المصانع على مدار خمسة شهور متوالية لعصره وإنتاج ما يقرب من 140 ألف طن من السكر.
وتمتد مساحات زراعة القصب من محافظة المنيا شمالا وحتى أسوان جنوبا. وتتعإلى الأصوات المطالبة بتحويل موسم كسر القصب إلى موسم سياحى فى إطار السعى لتنويع المنتج السياحى المصرى ووضع فعاليات جديدة على الأجندة السياحية للبلاد.
وترجع السبب في انتشار زراعات القصب فى محافظات صعيد مصر إلى حاجته إلى مناخ حار. واذا كانت زراعات القصب تستمر عاما، فان موسم كسر القصب يستمر أكثر من نصف العام، خلافا لموسم حصاد محاصيل أخرى مثل القمح الذى لايتجاوز موسم حصاده شهرا واحدا .
وعلى الرغم مما يسمى بالحزام الأمنى، الذى التهم مساحات كبيرة من زراعات القصب الواقعة على الطرق السياحية والسريعة فى اطار الاحتياطات الأمنية لمكافحة الجريمة وحوادث الارهاب وحماية السياح، وزراعات الموز التى بدأت تحل محل كثير من المساحات التى كانت تزرع بالقصب فى السابق، الا أن القصب مازال هو المحصول الأول والأكثر شعبية فى محافظات صعيد مصر.
ونظرا إلى أن زراعات القصب الكثيفة الممتدة على مساحة آلاف الافدنة فى الصعيد تعد مكانا آمنا لاختباء المجرمين والخارجين على القانون، قامت اجهزة الدولة بإزالة مساحات كبيرة من زراعات القصب الواقعة على جانبي الطرق السياحية والسريعة واقامة ما يسمى بـ»الحزام الامني».
وقصب السكر جنس نباتي من الفصيلة النجيلية يضم من ستة إلى 37 نوعاً. ويختلف العدد حسب النظام التصنيفي المستخدم. وهو من نباتات المناطق الحارة، وهو المصدر الأساسي لاستخراج السكر، أما المصدر الآخر فهو الشمندر السكري.
تتطلب زراعته أرضاً خصبة وماء كثير ويظل في الأرض لمدة عام كامل، وتكون مصانع السكر في وسط مزارع القصب. وتستخدم بقايا القصب بعد عصره في تصنيع الكحول. ويعتبر جنوب وجنوب شرق آسيا الموطن الأساسي لقصب السكر. وقد نقله المسلمون خلال عصر الفتوحات إلى الوطن العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك صقلية والأندلس، ثم نقله المستعمرون الأوروبيون إلى العالم الجديد.
ومن العادات الشعبية في بعض البلدان التي تزرع قصب السكر منها المغربومصر عادة مص قصب السكر في المناطق الريفية، لما له من فوائد صحية كثيرة ابرزهاعلاج التهابات الحلق. وفى مدن مصر يتم عصر القصب وتناوله فى صورة مشروب .
ويستخرج من القصب كثير من المنتجات منها (الكحول – السكر – الورق). أما بالنسبة للسكر المنتج من القصب فهو من أجود الأنواع وتصلح زراعة قصب السكر في أرض طينية سوداء وغنية بالطمي، وهي عادةً تكون في الصعيد المصري وقد تم عمل مصانع تقوم على قصب السكر بنجع حمادي في اقرب المدن للصعيد وأيضا من أكبر المدن الصناعية.
وتعد دول مثل البرازيل والهند و الصين و تايلاند و باكستان و المكسيك وكولومبيا وأستراليا و الولايات المتحدة و الفلبين من الدول الأكثر إنتاجا للقصب في العالم.