العربية نت:اثارت صورة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز يؤدي الصلاة على الرمال بأقدم مساجد موريتانيا، جدلاً واسعاً وغضباً في أوساط الذين لم يكونوا على اطلاع بحالة المسجد العتيق بمدينة شنقيط التاريخية التي تحتضن حاليا مهرجان المدن القديمة خصصت له ميزانية كبيرة لإنقاذ هذه المدن ومآثرها من الاندثار والإهمال.
ويبدو المصلون في الصورة جالسين على الرمال، وسط جدران متهالكة بالمسجد الأثري، أما المنبر فهو عبارة عن درج صغير.
وأثارت الصورة سخط الكثير من الموريتانيين الذين اتهموا القائمين على حفظ التراث بالاستهتار وإهمال المآثر التاريخية، واعتبروا أن ظهور المسجد بهذه الصورة ومن دون أثاث في مهرجان مهم تشارك فيه وفود عربية وأوربية يسيء لسمعة موريتانيا.
وحضر الرئيس محمد ولد عبدالعزيز الجمهورية محاضرة بالمسجد العتيق لشنقيط الذي بني عام 660 للهجرة، ألقاها محمد المختار ولد امبالة رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم تحت عنوان "الأخوة في الإسلام"، إيذاناً بانطلاقة ندوات ومحاضرات النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة.
واطلع ولد عبدالعزيز بعد الصلاة على الطابع المعماري للمدينة القديمة وتفقد عدداً من مكتباتها التي يعود تاريخها لأكثر من ثمانية قرون وتضم نفائس الكتب والمخطوطات في شتى الفنون.
ويعتبر المسـجد العتيق بمدينة شنـقيط من أقدم مسـاجد موريتانيا، بني عام 660 للهجرة، وكان منارة للعلم ومحجا للعلماء، وتحصن بداخله المرابطون أنصار القائد عبدالله بن ياسين الذي أسس دولة المرابطين من موريتانيا، ومنه جاءت تسمية موريتانيا بـ"أرض المنارة والرباط".
وتعاني أغلب مساجد موريتانيا التاريخية من خطر الانهيار، بسبب الإهمال وتأثير العوامل المناخية، وتتعالى من حين لآخر دعوات المهتمين بالآثار لإنقاذ هذه النفائس المصنفة ضمن التراث العالمي، لكن المؤسسات المهتمة بالتراث في موريتانيا لم تقم بدورها.