يحل أتلتيكو مدريد ضيفاً على ملعب الكامب نو، الملعب الذي حمل فيه الفريق المدريدي لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي، والملعب الذي زاره 3 مرات متتالية وخرج متعادلاً فيها كافة، ليكون الموسم الماضي قد أكمل 6 مواجهات مع ليونيل ميسي وزملائه من دون أي هزيمة.
وظهر برشلونة الموسم الماضي عاجزاً عن فعل شيء أمام دفاعات أتلتيكو مدريد، فهو لم يفشل في الفوز فحسب، بل كان غير قادر على صنع فرص حقيقية باستثناء بعض المبادرات فردية، ويعلم لويس انريكي جيداً أن التعادل سيكون بمثابة الهدية لريال مدريد، لأن الفريق الملكي سيشعر أن الاثنين قد خسرا في آن واحد، ويعلم أيضاً أن التعادل غير مقبول لجمهور فريقه الذي تطالبه بأن يلحق أندوني زوبيزاريتا.
برشلونة مطالب بالفوز لو أراد تصحيح مساره، في حين أن أتلتيكو مدريد يعرف أن فوزه على جاره في بطولة الكأس قد لا يعني شيئاً إن خسر اليوم وابتعد بالمزيد من النقاط عن صدارة الدوري الذي يحمل لقبه، خصوصاً أنه ما زال في دور الـ 16 من البطولة التي يخوض لقاء إيابها يوم الخميس، مما يعني أن مساره بعيد نحو النهائي وإن أخرج الملكي في نهاية هذا الأسبوع.
الموسم الماضي، أثبت أتلتيكو مدريد فلسفته الدفاعية المتطورة، والتي تقبل باستحواذ برشلونة ولا تحاول منازعته إياه، لكنه بنفس الوقت يسيطر على من يتحكم بالكرة، فأجبر الفريق الكتلوني على اللعب بعيداً عن العمق الذي يفضل انيستا وتشافي وميسي طبخ الهجمات فيه، وجعل من دانييل الفيس وخوردي البا مجرد لاعبين ينفذان كرات عرضية كثيرة من دون فائدة.
ويعتبر لويس سواريز أهم ما تغير في هجوم برشلونة هذا الموسم، ولم يقدم اللاعب الأرجوياني حتى الآن أي شيء يبرر مبلغ 81 مليون يورو الذي دفع من أجله، أو يبرر صبر برشلونة على عقوبته، لكنه يعتبر مهاجم رقم 9 حديث، يستطيع إشغال المساحات بين المدافعين، ويستطيع استلام الكرة داخل منطقة الجزاء وخلق مشاكل للخصم، سواء بالمراوغة أو التمرير، الأمر الذي يجعل سيميوني مطالباً بإعادة برمجة دفاعاته للتعامل مع لويس أيضاً، لأنه يعلم إن قرر سواريز أن يصنع الفارق، فإن فلسفة أتلتيكو الدفاعية قد تتعرض للعطب.
برشلونة في حال لعب على لويس سواريز، الذي ان تحرك جيداً في ظهر لاعبي خط الوسط الدفاعي، سيكون قادراً على إدخال الكرة في الأماكن التي يفضلها، وسيكون قادراً على تقديم صورة أجمل من التي قدمها في 6 مباريات الموسم الماضي، لكن هذا يتطلب عملاً من المدرب وإيماناً من اللاعبين بأقواله.
مباراة مهمة يشاهدها ريال مدريد مرتاح، لأن الأخير استعاد سكة الانتصارات، وعاد للصدارة بفارق 4 نقاط، وأي نتيجة اليوم ستريحه، فالتعادل يجعله يبتعد عن الاثنين، وفوز أي من الطرفين يجعل أحد المنافسين يصبح أبعد عنه، ولا ينسى أن المواجهة ستزيد من إرهاق أتلتيكو مدريد بدنياً الأمر الذي قد يعطيه أفضلية في مواجهة رجال سيميوني يوم الخميس.