اجتمع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الأحد في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في إطار جولة دبلوماسية يزور خلالها عدة دول أعضاء في منظمة أوبك لمناقشة هبوط أسعار النفط الذي أضر باقتصاد بلاده.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الاجتماع ضم من الجانب السعودي وزير البترول علي النعيمي وعددا من كبار الأمراء بينهم ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز ورئيس المخابرات العامة الأمير خالد بن بندر وثلاثة من أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لا يزال في المستشفى.
ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل بشأن الاجتماع كذلك لم يدل مادورو أو الوفد المرافق له بأي تصريحات حول المباحثات.
وتعهدت إيران السبت بمساعدة فنزويلا على وقف تراجع أسعار النفط.
وبعد مغادرته السعودية سيزور مادورو قطر ثم الجزائر.
وسجل الاقتصاد الفنزويلي انكماشا في الفصول الثلاثة الأولى من 2014 وانخفضت الاحتياطيات الدولية للبلاد بصورة حادة بفعل هبوط النفط الذي سجل مستويات متدنية جديدة الأسبوع الماضي دون 50 دولارا للبرميل وهو ما يبلغ نحو نصف قيمته المسجلة في يونيو/حزيران 2014.
وأثار هبوط أسعار النفط المخاوف من أن تتعثر فنزويلا في سداد سنداتها الأجنبية ودفعت تلك المخاوف عائد السندات إلى أعلى مستوى تسجله سوق ناشئة. ونفى مادورو أن بلاده ستتعثر في السداد.
وفي احدث اجتماعات أوبك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني رفضت السعودية طلبات أعضاء آخرين في المنظمة بخفض الإنتاج للسيطرة على موجة هبوط الأسعار.
وقالت فنزويلا الشهر الماضي إنها ستدرس دعم طلب لعقد اجتماع عاجل لمنظمة أوبك وذلك بحسب المستوى الذي ستسجله أسعار النفط في الربع الأول من 2015.
وفي طهران، دعا مادورو ونظيره الايراني حسن روحاني السبت الى تعاون داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لدعم اسعار النفط.
واعلن الرئيس روحاني اثناء لقائه مع مادورو ان "التعاون بين اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط الذين ينتهجون الخط نفسه سيسمح ولا شك بالقضاء على خطط بعض القوى ضد اوبك واستقرار الاسعار عند مستوى مقبول في 2015".
وطالب الرئيس الفنزويلي ايضا "بتعاون الدول المصدرة لاعادة الاستقرار الى اسعار النفط الذي يشكل منتجا استراتيجيا".
ولدى استقباله مادورو، ندد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي بـ"الانخفاض الغريب لاسعار النفط في فترة زمنية قصيرة والذي لا يمكن ان يكون الا لسبب سياسي وغير اقتصادي".
وقال خامنئي ان "اعداءنا المشتركين يستخدمون النفط كرافعة سياسية ولديهم بالتاكيد دور في خفض الاسعار"، دون تحديد الجهة التي كان يشير اليها.
وتعاني ايران وفنزويلا من تدهور اسعار النفط.
وينتقد البلدان سياسة السعودية التي رفضت خفض انتاج منظمة اوبك لمنع انهيار الاسعار.
ويتوقع وصول مادورو الى العاصمة الجزائرية الاثنين حيث سيبحث ازمة النفط، كما اعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان اوردته وكالة الانباء الجزائرية الاحد.
وخلال زيارة الدولة التي تستغرق يومين، سيجري مادورو محادثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وهذه اللقاءات ستشكل فرصة للتشاور بين الجزائر وفنزويلا، العضوين في منظمة اوبك، بشان ازمة اسعار النفط الحالية وحول وسائل التوصل الى زيادتها في اطار جهد يشمل الدول المنتجة غير المنتمية الى اوبك، بحسب الرئاسة الجزائرية.