بسبب الاساءة للرسول : دعا الله أن يزلزل العاصمة الفرنسية.. "فاستجاب له"؟

أربعاء, 2015-01-14 09:04

الشروق: كل الإساءات التي طالت رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، كانت إما ببصمة أو برائحة يهودية، بما في ذلك أحداث باريس الأخيرة، وإذا كانت فاجعة قسنطينة التي حضرها الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1934 وسقط فيها أكثر من عشرين قتيلا، قد حدثت بسبب سبّ اليهودي إلياهو النبي صلى الله عليه وسلم، في قلب جامع الأخضر، فإن المفكر مالك بن نبي روى في كتابه الشهير "مذكرات شاهد على القرن"، حادثة وقعت له في باريس عندما توجّه عام 1930 لدراسة اختصاص الكهرباء في العاصمة الفرنسية.

 وكان حينها شابا في الخامسة والعشرين من العمر، اكترى حجرة في باريس، وراح يتعرف كل ليلة موازاة مع دراسته على الحياة في هاته المدينة الكبيرة، وكلما قرأ إسما عربيا أوإسلاميا على أي محل، اقترب من المكان فضولا، إلى أن قرأ مرة باللغة الفرنسية في لافتة جملة "حانة محمد"، فظن في البداية بأن الأمر يتعلق باسم صاحب الحانة، فدخل لأجل أن ينصحه أو ربما يزجره على فعلته، ليكتشف بأن أصحاب الحانة من اليهود، وبالرغم من أن الجزائر كانت تحت الاستعمار. 

 ولم يكن الجزائريون موجودين بقوة في باريس، كما أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يبدأ بعد، لأن الحادثة وقعت ثماني عشرة سنة قبل قيام الكيان الصهيوني، إلا أن حقد اليهود ضد رسول الإسلام بقي متجذرا منذ زمن البعثة المحمدية وغزوات بني قينقاع وبني قريضة وبني النظير وخيبر. المفكر مالك بن نبي الذي لم يحدث وأن قرن أية ظاهرة كونيةبالخزعبلات، روى ما حدث له، حيث توقف عن التجوال في باريس، وعاد إلى غرفته غاضباوباكيا، من الإساءة التي طالت نبي الإسلام، ثم ارتمى على سريره - كما قال -   وراح يطلب من الله أن يزلزل المدينة، لأن نبي الله أسيء إليه.

 وفي تلك اللحظة، شعر مالك بن نبي باهتزاز عنيف لسريره، فعاد لإشعال نور الغرفة،وفتش تحت السرير عن قط أو عطب في أقدام السرير، ولكنه لم يلاحظ شيئا، فنام ونسي الحكاية، وفي اليوم الموالي وكعادته تناول صحيفة لوموند ليطالع أحوال الدنيا وأصداءالحرب الكونية الثانية، ليلفت انتباهه عنوان في الصفحة الأولى يتحدث عن هزة أرضية عنيفة نوعا ما ضربت باريس لأول مرة منذ عقود طويلة، واتضح أن زمن الهزة القوية هونفسه زمن دعاء المفكر المرحوم بن نبي الذي توفي منذ 42 سنة، وكتب في خاتمة روايته للحادثة بأن القارئ من حقه أن يعتبر الأمر استجابة من الله أو مجرد صدفة، وقال في مناسبة أخرى بأنه دعا الله في قضايا مهمة ولم يستجب له واستجاب في قضايا أخرى، وبين الحادثتين 85 سنة والفاعل واحد؟