سيدي يارسول الله ..
نتذكر اليوم عيد مولدك .. ونتذكر اليوم مكة . وماكان فيها من اوثان ..ومن عبدة الاوثان ...ومع ذلك كان فيها عقلاء .. يفكرون في الكون .. وان لهذا الكون خالق ,,
وكان فيها عقلاء يحرمون الخمر على انفسهم .. ويعتبرونه مذهبة للعقل .. وما احوج العقلاء للعقل ..
وكان فيها حكماء .. ومنصفين .. حتى اسموك الصادق الامين .. وحكموك في شجارهم في وضع الحجر الاسود في مكانه من الكعبه .. وكنت العاقل الذي اطفأ نار النزاع بحكمته ..
سيدي يارسول الله ..
واصطفاك الله برسالته .. وانزل عليك القرآن . وكنت خير مبشر به ( اقرأ باسم ربك الاعلى )....
وتكالب عليك الجاهلون .. وآذوك من كانوا يعتبرونك الامين .. وآذوا اصحابك . وضيقوا عليك وعليهم الخناق ..وحاصروك في احدى شعاب مكة .. انت ومن معك . ومنعوا عليك الزاد والمساعدة ..انه ما يسمى اليوم الحصار .. ثلاث سنين كامله هي سنين حصارنا الان .. 
وانتشرت الدعوة الاسلاميه بعد هجرات ومتاعب .. وتعذيب .. وعاد المهاجرون من الحبشه .. ونما عود المهاجرين الى المدينة .. وفرضتم الدين بقوة الايمان .. وبقوة السلاح ..
وازدهرت الامة الاسلاميه .. واصبحت من اقوى قوى العالم .. وامتد المسلمون من جبال البرانس في الغرب . الى سور الصين العظيم في الشرق ..
نشرت الخير. والصدق . والايمان . والعدل . والمساواة . 
وبقدر ما نما عود المؤمنين .. نما ايضا عود المعارضين للدين .. والمعارضين لمكارم الاخلاق ..وشب عن الطوق احفاد ابي لهب . واحفاد ابي جهل . واحفاد ابي رغال .. وربطوا حبال ودهم مع اعداء الدين .. واعداء الحريه .. واعداء الاسلام ..
وكانوا ينشرون الفتنة كلما وجدوا لها من سبيل .. ينخرون في صلب الامة بافعالهم .. سمموا ابي بكر الصديق رضي الله عنه .. واغتالوا الفاروق عمر .. واغتالوا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه .. وذبحوا الخليفة عثمان ذو النورين .. رضي الله عنهم جميعا ..ونخروا في جسم الامة الاسلاميه .. ينفذون تخطيطات الاعداء .. وصالوا وجالوا في ربوع المسلمين .. فحللوا ماحرم الله .. واستباحوا دماء المسلمين . واموالهم . وممتلكاتهم .. واخرجوهم من ديارهم واوطانهم ..وهدموا ما بناه الاوائل .. وحللوا الحرابه .. والسلب والنهب ..واوصلوا الامة لما هي عليه اليوم...
سيدي يارسول الله ...
هاهم المسلمون في عيد ميلادك في شتات الارض .. وقدسلبت ممتلكاتهم .. وانتهكت اعراضهم .. واخرجوا من ديارهم بغير حق ... 
لقد قطعت الرؤوس باسم الدين .. وجلدت الحرائر باسم الدين .. وانتهكت اعراضهن باسم الدين .. واكتظت السجون والمعتقلات بالابرياء باسم الدين .. وهدمت الدور والصوامع باسم الدين ..ونبشت قبور الاولياء والصالحين باسم الدين .. وتم تجويع اليتامى والارامل وتشريدهم باسم الدين ..واصبح تمجيد رسول الله . واحترام الصحابة والاولياء شرك ما بعده شرك ..واصبحت قصيدة البردة للشيخ البوصيري التي يتبرك بقراءتها سكان شمال افريقيا .. والحلقات الصوفيه يسمونها القصيدة الشركيه ..
وكأن الدين هو العبث بالتراث .. والمسخرة بالماضي ..ومحاربة احترام الاجداد ..
الى الله يشكو المسلمون ضرهم وبؤسهم .. وظلم ذوي القربى .. الذين قطعوا الارحام .. وتجرأوا على الدين ..
ولن نقول لهم الا ماقاله الله عز وجل ..( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) و ماذا اقول لولد مخيطير ؟؟؟ بقلم مهدى الشريف الادريسى