أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن نجاح الحوار بين الفرقاء السوريين مرهون بعدم تكرار أخطاء (جنيف – 2)، وأن الأولوية يجب أن تُعطى الآن للتصدي للإرهاب أيا كان مصدره، ولا سيما إرهاب تنظيم الدولة (داعش).
وقال لافروف في مؤتمره الصحفي السنوي، الذي عقد الاربعاء: “إن أسباب فشل (جنيف – 2) كانت في عدم دعوة كافة أطياف المعارضة، (وبالطبع، فإن المتطرفين مستثنين من كل أشكال الحل)، ما جعل فريق واحد يتكلم، وكأنه ممثلًا للشعب السوري، ووصل النقاش إلى طريق مسدود، والسبب الثاني في فشل (جنيف – 2) كان الاستعراض والعلنية، فقد حضر الافتتاح ممثلون عن 70 بلدًا، وجرت النقاشات بحضور منظمات دولية، ودول إقليمية، ما قيد المتحاورين، حيث أن بعض تلك الدول تمول جماعات معارضة بعينها وتملي عليها مواقفها.
وتابع وزير الخارجية الروسي: “لهذا فإن المبادرة الروسية تقوم على جمع الفرقاء السوريين، من مختلف أطياف المعارضة، باستثناء المتطرفة منها، إلى طاولة حوار، بعيدًا عن الأضواء، أي أن يتحاور السوريون فيما بينهم، بدون مشاركة أي جهة أخرى، وبعيدًا عن ضجيج الصحافة، وحتى روسيا الجهة المبادرة للدعوة لن يكون لها حضور أبدًا”. وأضاف: “نحن مقتنعون أن الأولوية الآن هي التصدي لإرهاب ما يسمى “الدولة الإسلامية”، وسعداء بما جاء في خطاب الرئيس أوباما يوم أمس، بأن الأولوية القصوى الآن هي التصدي للإرهاب، وبعد الانتهاء منه يمكن الالتفات للملفات الثانية، من تغيير السلطة الحاكمة، والانتقال الديمقراطي وغيرهما. إن هذا الموقف يعتبر تطورًا هامًا للغاية في فهم الغرب لطبيعة الصراع في سوريا، وسيمكن من إيجاد صيغ وآليات تقود إلى حل الأزمة من مختلف وجوهها”.
وبخصوص الضربة الإسرائيلية في سوريا، مؤخراً، التي أسفرت عن قتل عناصر من حزب الله وضابط إيراني كبير، قال لافروف: “لا يحق لاي بلد توجيه ضربات عسكرية على آراضي بلد اخر، دون موافقة سلطاته، أو بقرار من مجلس الامن الدولي ، وتحت هذا تندرج الضربة العسكرية الاسرائيلية على ما اسمته مواقع تنظيم النصرة في القنيطرة السورية، وينطبق الامر نفسه على التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية “. وأضاف، ان هذا الامر سيكون موضع نقاش مع وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، الذي سيزور موسكو خلال ايام ، كما وسنبحث معه مسالة تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والازمة السورية، وقضايا المنظقة عموما “.
من جهة ثانية، علق لافروف على زيارة وزير الدفاع الروسي، الثلاثاء الى طهران، وتوقيعه عدة اتفاقيات “إن ايران بلد جار لنا، وتعاوننا معها استراتيجي، وسيستمر بما لا يخالف قرارات مجلس الامن بشان العقوبات على طهران. إن تعاوننا مع ايران قاد الى انفراجة جدية في ازمة الملف النووي”، واعتبر أن تزويد روسا “لإيران بمنظومة صواريح اس – 300، ليس موجها ضد احد، ولا يخالف قرارات مجلس الامن بشان العقوبات، لان الاتفاق حول تلك الصواريخ سابق على فرض العقوبات”.
ونوه لافروف “ان ايران قوة اقليمية رئيسية، وقد اثبتت التجارب انه لا يمكن حل ازمات سوريا، العراق، افغانستان بدون دور ايراني فاعل”.