فشل برشلونة بترجمة أفضليته واستحواذه على الكرة إلى أهداف حتى سجل ليونيل ميسي الهدف في الدقيقة 84، ليخرج الفريق الكتلوني فائزاً بهدف نظيف على ضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني في ذهاب دور الثمانية من كأس ملك اسبانيا.
الفوز يؤكد أن برشلونة يسير على طريق التحسن والتطور، فهذا انتصاره الثاني خلال فترة قصيرة على فريق بحجم أتلتيكو مدريد، كما أنه انتصار يأتي في ظهور لاعبين مثل ليونيل ميسي وانيستا بأفضل حال مع تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية مؤخراً.
وأعطى الفريق الكتلوني اليوم دليلاً على تحسن مهم يتعلق بجودة استحواذه، فالفريق الذي عانى في الموسمين الأخيرين من الاستحواذ السلبي البعيد عن مناطق الخطر، استعاد في المواجهات الأخيرة الاستحواذ الإيجابي في المناطق القاتلة، والتي يتسبب أي خطأ أمامه بفرصة خطيرة لبرشلونة، وهذا يعود لتحسن أندريس انيستا، وثبات أداء إيفان راكيتيتش وزيادة واضحة في كمية تحركاته، بالإضافة إلى أن توجه ليونيل ميسي إلى الأطراف يخدم كثيراً في الربط مع دانييل ألفيس وباقي اللاعبين في خط الوسط، الأمر الذي كان مفقودا في الموسمين الأخيرين.
هذا الاستحواذ الإيجابي كان واضحاً بشكل جلي في الشوط الأول، وكانت الخطورة والضغط كبيرين على المدافعين في أتلتيكو مدريد رغم كثافتهم العددية، وهذه نقطة إيجابية تحسب لبرشلونة، وإن استطاع دييجو سيميوني التعامل معه في الشوط الثاني، من خلال وضع المزيد من الضغط على تحركات ايفان راكيتيش وليونيل ميسي حتى عند عدم استلامهم الكرة، وهي تضحية بدنية كبيرة لا يستطيع اي فريق القيام بها بهذا الشكل إلا أتلتيكو مدريد ، مما يجعل الاستحواذ الأكثر إيجابية سلاحاً مهماً لبرشلونة.
وفي المباراة السابقة التي انتهت بنتيجة 3-1، كان ليونيل ميسي مفتاح الخطورة والمفاجأة لتوجهه إلى الجانب الأيمن، وهو أمر تعامل معه سيميوني اليوم منذ البداية، فطالب جريزمان وتوريس بمراقبة كل من دانييل الفيس وسيرجيو بوسكتش في حال صعودهم، الأمر الذي أعطى ماريو سواريز وسيكويرا فرصة التركيز على ليونيل ميسي بتفوق عددي لهم، مما خفف من أثر هذا الأسلوب الجديد الذي طبقه لويس انريكي، الذي خذله من جديد مستوى ومردود لويس سواريز.
جمهور برشلونة بدأ يطمئن إلى ثبات تشكيل فريقه، حيث عاد لويس إنريكي للتشكيلة الفائزة من دون تغييرات مفاجئة، لكنه يجب أن يقلق لمستوى لويس سواريز سواء من ناحية التسجيل أو حتى الانسجام، في حين أن أتلتيكو مدريد اطمأن على قوته الدفاعية بعد تعرضها للاختراق في مباراة الدوري، لكنه يجب أن يقلق إلى مستواه الهجومي بشكل عام هذا الموسم والذي يعتمد بشكل كبير على الكرات الثابتة، رغم شراء لاعبين مثل ماندزوكيتش وجريزمان لتعويض دييجو كوستا.
المباراة كانت صعبة على الطرفين، فإن كان عدد فرص برشلونة قليلة فهذا مفهوم لأن رجال دييجو سيميوني يملكون افضل منظومة دفاعية هذه الأيام، وفي المقابل فإن فرص أتلتيكو مدريد شبه معدومة، وهذه نقطة تحسب لفريق لويس إنريكي الذي لعب مهاجماً دون التعرض للهجمات المرتدة الخطيرة، ونتيجة 1-0 تبدو الأفضل للطرفين، لأن كليهما يشعر بالراحة معها.
كورة