صدر حديثاً للكاتب السوريّ هيثم حسين كتاب نقديّ جديد بعنوان «الشخصيّة الروائيّة.. مِسبار الكشف والانطلاق» عن دار نون للنشر في الإمارات 2015.
يتطرّق الكاتب إلى بعض أسرار الروائيّين في اختلاقهم لشخصيّات أبطالهم، ورسمهم للملامح المميّزة لهم، واقتفائهم لآثارهم في الروايات، وفي الحياة، وكيف أنّ كلّ ما ومَن يحيط بالروائيّ يظلّ مرشّحاً للنهوض بدور من أدوار البطولة في إحدى رواياته.
ويوضّح أنّ كلّ امرئ هو مشروع شخصية روائيّة، وأنّ حياته هي مادّة خصبة للرواية، يمكن الانطلاق منها لكشف بعض الألغاز وتفكيكها، من خلال سبر الأعماق، وتظهير الصور المخبوءة في عتمة الدواخل.
كما يحاول الإجابة عن العديد من الأسئلة، من قبيل: كيف يبدع الروائيّ شخصيّاته؟ هل هي محض خياليّة أم فيها شيء من عالمه؟ وما هي مشاعره تجاهها؟ هل يحبّها أم يكرهها أم يخفي مشاعره؟ وما هي مشاعره تجاه قسوة مصائرها؟
يحتوي الكتاب على مقدمة بعنوان: الشخصيّة الروائيّة وسلطتها النافذة. وثلاثة فصول هي: بعض أطوار الشخصيّة الروائيّة، التداخل بين شخصيّة الروائيّ وشخصيّاته الروائيّة/ مقاربات في السيَر والمذكّرات، مرونة الشخصيّة وتفعّلها المستمرّ/ التأثير والتأثّر في الرواية.
مما ورد في المقدمة: «المشاعر إزاء الشخصيّة الروائيّة محطّ اهتمام وموضع تجاذب، ذلك أنّ الرواية باعتبارها تقليداً للواقع في بعض جوانبه، وتصويراً لبعض معتركاته، فإنّها تتمتّع بمقدرة استيعابيّة هائلة، تحتضن مختلف النماذج، وليس بالضرورة أن تكون الشخصيّات كلّها مقرّبة من قلب الروائيّ، لكن لا مناصّ من التحكّم بالمشاعر لتظهر على طبيعتها، من دون أن تتحمّل تلبيسات معيّنة قد لا تنسجم مع بنيتها وتكوينها».
جدير بالذكر أنّ الكاتب هيثم حسين من مواليد مدينة عامودا 1978 سوريا، وهو مقيم في بريطانيا. له في الرواية: «آرام.. سليل الأوجاع المكابرة»، «رهائن الخطيئة»، «إبرة الرعب»، وفي النقد االروائي: «الرواية بين التلغيم والتلغيز»، «الرواية والحياة»، «الروائيّ يقرع طبول الحرب»، وفي الترجمة عن الكردية: «مَن يقتل ممو..؟ أرجوحة الذئاب»، مجموعة مسرحيات.