احد عشر جريحا في غارات على غزة وصدامات في الضفة ومخاوف من موجة عنف

جمعة, 2014-07-04 02:40

مع اطلاق صواريخ على اسرائيل من غزة وغارات اسرائيلية على القطاع تلتها مواجهات متقطعة في الضفة الغربية، يهدد الوضع باندلاع موجة عنف كبيرة بين اسرائيل والفلسطينيين بالرغم من الدعوات الى الهدوء، اثر مقتل فتى فلسطيني انتقاما كما يبدو لمقتل ثلاثة اسرائيليين.

واصيب احد عشر فلسطينيا احدهم حالته خطرة في 15 غارة جوية شنها الطيران الحربي الاسرائيلي ليل الاربعاء الخميس بعد اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل.

واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان الخميس نشر تعزيزات محدودة من جنود الاحتياطي على مشارف قطاع غزة بعد اطلاق صواريخ منه على اسرائيل وذلك لايصال “رسالة تهدئة لحالة التصعيد” الى حركة حماس التي تسيطر على القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الليفتنانت كولونيل بيتر ليرنر “نشرت قوات محدودة من ضباط الاحتياط في مراكز قيادة عسكرية مختلفة لتعزيز قدرتنا بالقرب من الحدود مع غزة وليس في الميدان”.

واضاف المتحدث “مهمتنا هي تمرير رسالة تهدئة لحالة التصعيد الى حماس والاستعداد في الوقت نفسه لكل المواقف اذا لم تتراجع حماس من تلقاء نفسها لاننا لاحظنا ارتفاعا كبيرا في عدد الصواريخ وبعضها اطلقته حماس نفسها”.

وشدد ليرنر على ان “التهدئة تتوقف على حماس وقراءتها للموقف لانها تدفع حاليا ثمنا غاليا في الضفة الغربية لخطف الفتية الاسرائيليين الثلاثة وتخضع في الوقت نفسه لضغوط قوية في غزة”.

وردت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس في بيان بالقول ان “التهديدات التي يطلقها العدو والتلويحَ بالحرب ضد غزة هي تهديدات لا تعني في قاموسنا سوى اقتراب ساعة الانتقام من العدو وتلقينه دروساً قاسية”.

وتابعت “لن نسمح ولن نقبل من أحدٍ أن يطالبنا بضبط النفس وضبط قطاع غزة، فنحن لا نعمل عند أحد، وليس لنا دورٌ سوى حماية شعبنا ومقاومة المحتل والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، وإذا كان العدو يبحث عن التنسيق الأمني فليبحث عنه عند غيرنا، فليس له عندنا سوى ما يعرف”.

واجمالا اطلق نحو 20 صاروخا من قطاع غزة على اسرائيل، مشيرا الى ان منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض اثنين من هذه الصواريخ. واصيب منزلان في سديروت بصاروخين لم يوقعا اصابات بشرية.

وفي القدس الشرقية المحتلة ، تواصلت المواجهات العنيفة التي اندلعت صباح الاربعاء بين الشرطة الاسرائيلية وشبان فلسطينيين غاضبين تجمعوا في حي شعفاط السكني مع انتشار خبر مقتل محمد ابو خضير (16 عاما) بعد خطفه فجر الاربعاء.

وقالت مصادر في الهلال الاحمر الفلسطيني لوكالة فرانس برس ان ما مجموعه 232 شخصا اصيبوا في المواجهات خلال الساعات ال24 الماضية من بينها ست اصابات بالرصاص الحي.

وجرت مواجهات ايضا في عدة مناطق من الضفة الغربية وخصوصا في قلنديا بالقرب من رام الله، وبيت فجار وبيت لحم (جنوب الضفة الغربية) حيث رشق متظاهرون فلسطينيون قوات الامن الاسرائيلية بحجارة وزجاجات حارقة.

وخطف الشاب في حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة وعثر بعد ساعات في الجزء الغربي من المدينة، على جثته و”هي تحمل اثار عنف”.

وتحدثت وسائل الاعلام عن امكانية ان يكون مقتل الفتى جاء كهجوم انتقامي على مقتل ثلاثة اسرائيليين فقدوا في 12 حزيران/يونيو الماضي وعثر على جثثهم بعد ذلك.

وقال مهند جبارة محامي عائلة ابو خضير لوكالة فرانس برس الخميس ان “فحص الحمض النووي اثبت بان الجثة تعود للفتى ابو خضير رسميا”. واضاف “الجثة كانت محروقة وكان من الصعب التعرف عليها”.

وقامت الشرطة الاسرائيلية صباح الخميس بفرض طوق امني حول حي شعفاط تخوفا من مواجهات عنيفة جديدة بعد نشر نتائج تشريح الجثة.

وبعد ظهر الخميس، اكد جبارة ان “التشريح انتهى، وسنستلم النتائج من الشرطة الاسرائيلية” موضحا “على الارجح سيقومون بالتحدث عن ترتيبات الجنازة”.

بينما اكد حسين ابو خضير والد الفتى “لن نستلم جثة ابننا قبل الاعلان انه قتل على خلفية قومية”، مشيرا “لن نقبل ان ندفنه ليلا ونريد ان نقيم له جنازة تحافظ على كرامته”.

وواصل الجيش الاسرائيلي حملته في الضفة الغربية المحتلة حيث اعتقل 13 فلسطينيا خلال الليل.

واجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرة اخرى مع حكومته الامنية المصغرة ليل الاربعاء لاجراء محادثات حول الرد المناسب على قتل الاسرائيليين الثلاثة ولكن لم يعلن عن اتخاذ اي قرار.

ورأى المحللون ان مقتل الفتى الفلسطيني في القدس الشرقية قد قلص من هامش المناورة امام نتانياهو.

واثار مقتل الفتى موجة من الادانات حيث طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء الحكومة الاسرائيلية بانزال اشد العقاب بالقتلة.

ودان بنيامين نتانياهو مقتل الفتى ووصفه بالجريمة “البشعة”. وتوعدت حماس الاربعاء بان اسرائيل “ستدفع ثمن جرائمها”. وقالت في بيان ان “شعبنا لن يمر على هذه الجريمة ولا كل جرائم القتل والحرق والتدمير التي يقوم بها قطاع مستوطنيه (…) ستدفعون ثمن كل هذه الجرائم”.

واتهمت الحركة نتانياهو “باعطاء اوامر للمستوطنين” بخطف وقتل الشاب الفلسطيني.

وفي ردود الفعل الدولية، دانت واشنطن مقتل الفتى الفلسطيني ووصفته بانه “جريمة بشعة”، كما حذرت من ان الاعمال الانتقامية قد تزيد من تدهور الوضع المتفجر.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ب”المشينة” جريمة قتل ابو خضير، ودعا اسرائيل والفلسطينيين الى ضبط النفس مع تفاقم حدة التوتر.

وفي باريس، جاء في بيان لقصر الاليزيه ان الرئيس فرنسوا هولاند “يدين باقسى التعابير هذا الاغتيال الشنيع ويقدم احر تعازيه لعائلته”.

من جهته دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مقتل الفتى الفلسطيني في القدس وجدد دعوته الى الهدوء.

وبحسب ستيفان دوياريتش المتحدث باسم بان كي مون، فان “الامين العام يجدد دعوته كافة الاطراف الى العمل بما يؤدي الى عدم تفاقم التوترات اكثر وبما لا يسبب خسائر بشرية جديدة”.
القدس العربي