القدس العربي شاءت الظروف أن تأخذ الفنان التشكيلي الفلسطيني مأمون الشايب إلى السويد، في رحلة لجوء ثانية، عانى منها فلسطينيو مخيم اليرموك، بسبب الأحوال التي تعصف بسوريا منذ أربعة أعوام.. وكان الشايب قد فقد معظم لوحاته في سوريا، في خسارة مؤلمة، مع أناس فقدوا كل عالمهم، بيد أن هذا الوضع لم يجعله يستسلم لليأس، إذ أن نزعة التحدي ولوثة الفن والتوق إلى الحرية والإبداع أخذته مجددا ليرسم بريشته آلام وآمال شعبه.. وقد توج ذلك بإقامة معرض فني، عرض فيه لوحاته، في مكتبة بلدية مدينة لاندسكرونا، جنوب السويد، الذي يستمر في الفترة بين 15 ـ 27 من الشهر الحالي.
افتتح المعرض بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والأدبية السويدية والعربية في المدينة، وممثلي الجمعيات العربية والفلسطينية، وحشد من الجالية العربية المقيمة في لاند سكرونا. ضم المعرض أكثر من 35 لوحة فنية، أبدعها الفنان الشايب من وحي هموم وشؤون الشعبين الفلسطيني والسوري، وعكس العديد من لوحاته هواجسه ومشاعره المرهفة حيال الواقع الإنساني عموما، كما أظهرت بعض اللوحات رونق العمارة الدمشقية، فيما تناولت لوحات أخرى رونق الطبيعة السويدية، التي أدهشت الشايب بوصفه من القادمين الجدد إلى السويد.
وعن معرضه يقول الشايب، إن الجانب الأهم فيه يتجلى في اللوحات التي تناولت الأزمة الإنسانية التي يعيشها مخيم اليرموك المحاصر، الذي سقط فيه العديد من الشهداء جوعا جراء الكارثة الإنسانية التي يعيشها منذ أكثر من سنتين.
يذكر أن الفنان التشكيلي مأمون الشايب، يتحدر من أسرة فلسطينية من الطيرة لاجئة في سوريا، وهو ولد في مخيم اليرموك في دمشق، وتعلم فيها وتخرج من كلية الفنون الجميلة (1984)، ودرس مادة الفن التشكيلي في مدارسها، لأكثر من 25 عاما، وفيها بنى أسرة، وكان يعرض أعماله في معارضها، وفي عديد من المعارض العربية والدولية.