سيكون المنتخب البرازيلي مستضيف نهائيات بطولة كأس العالم 2014، في امتحان حقيقي ضد نظيره الكولومبي يوم الجمعة 4 يوليو/تموز الجاري، في الدور ربع النهائي.
لم يظهر منتخب السيليساو، الباحث عن اللقب السادس، حتى الأن بالمستوى المنتظر منه والمقنع الذي يؤهل للحديث عنه كأحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، بالرغم من تسلحه بعاملي الأرض والجمهور.
وتباين أداء راقصي السامبا في دور المجموعات، فقد استهلوا مشوارهم في البطولة بفوز متواضع على كرواتيا (3-1) في المباراة الافتتاحية، قبل أن يسقطوا في فخ التعادل السلبي أمام المكسيكيين، ومن ثم اختتموا دور المجموعات بفوز مقنع على الكاميرونيين (4-1)، وتصدر السيليساو قائمة المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط بفارق الأهداف أمام المكسيك، بينما حلت كرواتيا في المركز الثالث برصيد 3 نقاط وودعت المونديال مبكرا مع الكاميرون صاحبة المركز الرابع الأخير من دون رصيد.
وواجه السيليساو البرازيلي في الدور ثمن النهائي منتخب تشيلي صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية، وتجاوز عقبته بشق الأنفس بتغلبه عليه بركلات الترجيح (3-2)، وذلك بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل (1-1) والإضافي من دون أهداف. ليخرج بذلك من عنق الزجاجة ويتفادى الخروج من المونديال مبكرا بفضل العارضة التي تعاطفت معه وأنقذته من هدف مؤكد في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً عن الضائع قبل أن يحجز مقعده في دور الثمانية عبر ضربات الترجيح.
وستكون مهمة منتخب السامبا صعبة جدا أمام نظيره الكولومبي العنيد، وخاصة إذا غاب عنه نجمه نيمار الذي أحرز أربعة أهداف من أصل ثمانية للبرازيل بسبب إصابة تلقاها في الفخذ أثناء المباراة ضد تشيلي.
كولومبيا خصم عنيد وقوي
بينما في المقابل، ظهر المنتخب الكولومبي بمستوى جيد ومتكامل الصفوف متراص ومنظم، فهو يهاجم ويدافع بكثافة عددية، واثمرت هذه الطريقة بتحقيق أربعة انتصارات متتالية، بقيادة لاعب خط وسطه نجمه الصاعد جيمس رودريغيز هداف البطولة حتى الآن برصيد خمسة أهداف.
فقد بدأت كولومبيا غمار البطولة بفوز قوي على اليونان بثلاثية نظيفة، ومن ثم تجاوزت عقبة كوت ديفوار (ساحل العاج) بفوز صعب (2-1)، واختتمت دور المجموعات بانتصار كاسح على اليابان (4-1)، وتربعت على عرش صدارة المجموعة الثالثة بجدارة بالعلامة الكاملة برصيد 9 نقاط.
وحجز المنتخب الكولومبي مقعداً له بين الثمانية الكبار بجدارة ولأول مرة في تاريخه، بعد أن حقق فوزا مستحقا (2-0) على الأوروغواي التي ظهرت بدون "أنياب" في ظل غياب نجمها الهداف المشاكس لويس سواريز بسبب عقوبة الإيقاف لـ 9 مباريات بعد عضه المدافع الإيطالي جورجيو كيليني.
وسجل الكولومبيون 11 هدفاً في أربع مباريات، منها خمسة عن طريق نجمهم جيمس رودريغيز، ودخلت مرماهم هدفان فقط، الأمر الذي يؤكد قوة الفريق في الهجوم والدفاع.
التاريخ يرجح كفة البرازيل
يمتلك المنتخب البرازيلي سجلا رائعا في مواجهة نظيره الكولومبي في اللقاءات المباشرة بينهما، إذ التقى المنتخبان في 25 مباراة، حقق خلالها البرازيليون 15 انتصارا، مقابل 8 تعادلات وخسارتين فقط.
وسجل راقصو السامبا في هذه المباريات 55 هدفاً مقابل 11 هدفا فقط دخلت مرماهم، مؤكدين بذلك مقولة "سجلوا ما بوسعكم أما نحن فسنسجل العدد الذي نريده من الأهداف"، أي أنهم أحرزوا خمسة أهداف مقابل كل هدف للكولومبيين.
لكن في المقابل انتهت آخر أربع مباريات بين البرازيل وكولومبيا بالتعادل.
كما أن هذه البطولة الحالية المليئة بالمفاجآت لا تعترف بالتاريخ والسجل الذهبي لأحد، فقد أطاحت كوستاريكا ببطلتين للعالم من هذا المونديال وهما ايطاليا بطلة العالم 4 مرات، وإنكلترا بطلة مونديال 1966، وفازت على الأوروغواي بطلة العالم مرتين التي خرجت من دور الستة عشر. ولم يبق من أبطال العالم الثمانية إلا أربعة وهي منتخبات البرازيل وألمانيا والأرجنتين وفرنسا.
المصدر: RT