أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في خطاب شامل ألقاه ظهر اليوم الجمعة امام القمة ال 24 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي في أديس ابابا ان مأموريته خلال السنة المنصرمة على رأس الاتحاد مكنت من تحقيق الأهداف النبيلة التي تصبو اليها شعوب القارة من خلال تعزيز دور ومكانة افريقيا في العالم والحفاظ على وحدتها ضمن تنوعها الثقافي وتعزيز الديموقراطية والحرية والسلم والأمن والاستقرار والحكامة الرشيدة لضمان حياة أفضل لكل فرد من أفراد شعوبنا الافريقية.
وأضاف رئيس الجمهورية "لقد سمحت لنا الفرصة لاطلاع العالم من منبر الامم المتحدة في نيويورك خلال شهر سبتمبر الأخير، على الإنجازات التي تحققت على طريق التقدم والنماء في قارتنا الحبيبة وطموحاتنا نحن الأفارقة للمشاركة الفعالة في تسيير حاضر ومستقبل البشرية" .
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية الذي حظي بتقدير وإعجاب وإشادة القادة الأفارقة والمدعوين وتخللت فترة إلقائه موجات من التصفيق وعبارات التقدير.
"بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على نبيه الكريم،
اصحاب الفخامة السادة والسيدات رؤساء الدول والحكومات،
صاحب الفخامة السيد هيلا مريم دي سالين،رئيس وزراء الجمهورية الفدرالية الإثيوبية
صاحب الفخامة السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
اصحاب الفخامة السيدات الاول،
صاحب الفخامة السيد بان كيمون، الامين العام للامم المتحدة
صاحب الفخامة رئيس الدورة ال 69 للجمعية العامة للامم المتحدة
صاحب الفخامة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية
صاحبة الفخامة رئيسة لجنة الاتحاد الافريقي
ضيوفنا الكرام أيها المندوبون المحترمون أيها السادة والسيدات،
اودّ في البداية ان أسدي جميل الثناء الى المناضل الصلب في سبيل حرية
قارتناوكرامتها، صاحب الفخامة السيد مايكل شيلوفيا شاتا، رئيس جمهورية زامبيا الشقيقة الذي فارقنا في ال 28 أكتوبر الماضي، وبهذه المناسبة أتقدم باسمكم جميعا الى جمهورية زامبيا الشقيقة شعبا وحكومة والى أسرة الفقيد بأحر تعازينا القلبية.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
أودّ ان أتوجه باسمكم بخالص شكرنا وعظيم عرفاننا لأخينا صاحب الفخامة
هيلا ميريام دي سالين رئيس وزراء الجمهورية الفدرالية الديموقراطية الإثيوبية ومن خلاله الى الشعب والحكومة الإثيوبيين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظينا بهما منذ وصلنا هذه العاصمة الافريقية الجميلة أديس ابابا.
كما يطيب لي ان أتوجه إليكم جميعا بأحر التهاني وأطيب الأماني بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، راجيا ان تكون سنة سلام ورقي وازدهار لقارتنا الافريقية الغالية.
واحيي بحرارة حضور اخي صاحب الفخامة محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بيننا اليوم ويبرهن هذا الحضور على دعم الاتحاد الافريقي الثابت لقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
كما أودّ ان أتوجه بخالص شكري الى صاحب المعالي السيد بان كيمون الامين العام للامم المتحدة على جهوده المتواصلة من اجل الحفاظ على الأمن والسلم في افريقيا والنهوض بتنميتها.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
يطيب لي كذلك ان أحيي وأهنئ باسمكم جميعا زملائي رؤساء الدول والحكومات الذين تم انتخابهم مؤخرا:، صاحب الفخامة البروفسير الحاج الدكتور يحي آج ج جامي رئيس جمهورية غامبيا، صاحب الفخامة السيد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، صاحب الفخامة السيد افليبي نيوسي، رئيس جمهورية الموزانبيق، صاحب الفخامة السيد أدغار لونغو، رئيس جمهورية زامبيا، كما أهنئ صاحب الفخامة السيد ميشال كوفاندو رئيس المرحلة الانتقالية رئيس افاسو على إجماع الفاعلين في الساحة البركينابية على قيادته للمرحلة الانتقالية.
ونؤكد لهؤلاء الأخوة اصحاب الفخامة دعمنا وتضامننا مع بلدانهم الشقيقة.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
اسمحوا لي ان اعبر لكم اخوتي وزملائي رؤساء الدول والحكومات عن تقديري العميق للجهود الجبارة التي تبذلونها من اجل رفع قارتنا الى المكانة اللائقة بها، كما احيي العمل الرائع الذي أنجزته لجنة الاتحاد الافريقي تحت قيادة رئيستها اختنا صاحبة الفخامة الدكتورة نيكوسازانا ادلاميني زوما التي تعمل بشجاعة وإخلاص على حسن سير مؤسستنا العريقة.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
منذ سنة خلت شرفتموني برئاسة منظمتنا القارية لكي نحقق معا خلال هذه المأمورية التي تنتهي اليوم الأهداف النبيلة التي تصبو اليها شعوبنا من خلال تعزيز دور ومكانة افريقيا في العالم والحفاظ على وحدتها ضمن تنوعها الثقافي وتعزيز الديموقراطية والحرية والسلم والأمن والاستقرار والحكامة الرشيدة من اجل حياة أفضل لكل فرد من أفراد شعوبنا الافريقية.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
لقد سمحت لنا الفرصة لاطلاع العالم من منبر الامم المتحدة في نيويورك خلال شهر سبتمبر الأخير، على الإنجازات التي تحققت على طريق التقدم والنماء في قارتنا الحبيبة وطموحاتنا نحن الأفارقة للمشاركة الفعالة
في تسيير حاضر ومستقبل البشرية.
فقد سجلت العديد من بلداننا الافريقية مستويات نمو مرتفعة خلال سنة 2014 رغم الأزمة الاقتصادية العالمية المستمرة، لقد جاءت هذه النتائج ثمرة للسياسات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومات الافريقية واستفادت منها الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة.
ووعيا من القادة الأفارقة بأهمية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي ومحاربة الفقر فقد أعلنوا سنة 2014 سنة للزراعة وبذلك حظي قطاع الزراعة خلال السنة المنصرمة بعناية خاصة مكنته من تحقيق إنجازات معتبرة، فخطت القارة الافريقية خطوات جبارة في ميدان المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية. ويظل تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وتطوير الصناعات الزراعية والقضاء على الفقر في الوسط الريفي أهدافا جوهرية للاتحاد الافريقي، ينبغي علينا العمل على تحقيقها بالاضافة الى تطوير البحث العلمي والسعي الى توسيع قاعدة الولوج الى الاسواق العالمية واقتناء التكنولوجيا المحافظة على البيئة.
لقد اتخذ القادة الأفارقة قرارات مهمة حول قضايا تنموية جوهرية بالنسبة للقارة من بينها: الرؤية لأفق 2063 وأجندة التنمية ما بعد 2015 لتصبح افريقيا فضاءا نقيا خال من الأوبئة والحروب والنزاعات، تسوده العدالة والحكامة الرشيدة واحترام حقوق الانسان.
اسمحوا لي بهذه المناسبة ان اعبر عن تقديري العميق لاختي صاحبة الفخامة السيدة آيلين جونسون سرليف رئيسة جمهورية ليبيريا ورئيسة اللجنة العليا لأجندة التنمية ما بعد 2015، على العمل الرائع الذي أنجز تحت قيادتها، كما أودّ ان اغتنم هذه السانحة لأحيي لجنة الامم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، والبنك الافريقي للتنمية
والتجمعات الاقتصادية الإقليمية والشراكة الجديدة من اجل التنمية في افريقيا نيباد، والشركاء الآخرين على إسهاماتهم وأدعو المجموعة الدولية الى دعم أجندة "افريقيا التي نريدها".
اصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد نظمنا خلال السنة المنصرمة قمة مع الاتحاد الاوروبي في ابروكسيل، ومع الولايات المتحدة في واشنطن ومع تركيا في مالابو، كما شاركنا في قمة المناخ في نيويورك وقمة مجموعة العشرين في ابريسبان.
وخلال هذه اللقاءات المختلفة أسمعت افريقيا صوتها حول جميع القضايا بصفتها شريكا على قدم المساواة مع غيره ومنشغلة بحاضر ومستقبل البشرية وتتقاسم مع غيرها القيم المشتركة في السلم والحرية والعدالة والديموقراطية وتطمح الى حياة أفضل لأبنائها وبناتها وتحقيق أمنها ورفاهها.
نجدد بهذه المناسبة شكرنا العميق لشركائنا على التزاماتهم اتجاه القارة وعلى الاهتمام الذي يولونه لها.
اصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
ان ظهور فيروس ايبولا وانتشاره السريع وغير المتوقع فاجأ العالم وأربك المنظومات الصحية للبلدان المتضررة، التي زرتها أسابيع تضامنا مع أشقائنا وللاطلاع عن كثب على النتائج المشجعة للتعاون المثمر بين البلدان المتضررة والمجموعة الدولية. وبهذه المناسبة احيي شجاعة تلك البلدان الشقيقة في حربها على هذا الوباء المدمر الذي لم ننجح بعد في القضاء عليه رغم ما قيم به من عمل وما بذل من جهود.
في الوقت الذي نثني فيه على المبادرات التي اتخذتها لجنة الاتحاد الافريقي وبعض البلدان الأعضاء والمجموعة الدولية لصالح البلدان المتضررة من انتشار هذا المرض، فإننا نجدد النداء الذي أطلقناه من نيويورك، وابريسبان ومالابو، الى المجموعة الدولية للعمل بنجاعة على توفير لقاح وتأمين علاج للأشخاص المصابين بفيروس ايبولا وتعزيز سبل الوقاية وإيقاف انتشار الوباء وزيادة الاستثمارات في مجال البحث العلمي المتعلق بالفيروسات، ومد يد العون للبلدان المتضررة من هذا الوباء، كما أطالب بإعفائها من الديون المترتبة عليها.
من جهة اخرى ينبغي علينا تكثيف الجهود واستمرارها لتحسين المؤشرات الصحية بشكل عام وتعزيز النظام الصحي وتحسين البنى التحتية وتوسيع قاعدة الولوج الى الخدمات الصحية وتكثيف تكوين وتأطير مصادرنا البشرية كما ينبغي علينا أيضا مضاعفة الجهود خاصة في مجال محاربة السيدا والملاريا والسل والأمراض المشابهة لحماية الشباب والنساء من آفات هذه الأوبئة.
في هذا السياق ينبغي توفير دعم مستمر لصالح الخطة الافريقية لإنتاج الأدوية وخطة الحد من وفيات الأمهات في افريقيا، ومن الملح العمل على تنفيذ مشروع المركز الافريقي للمراقبة والوقاية من الأمراض الذي قررنا إنشاءه منذ سنة 2013، هنا في أديس ابابا.
اصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
اذا كانت التنمية المستدامة تعتمد على الصحة والمصادر البشرية فانه لا غنى عن السلم والأمن اذ لا يمكن تصور تنمية مستدامة بدونهما، في هذا السياق تواجه قارتنا العديد من التحديات في مجال السلم والأمن، المرتبطة عادة بصعود الإرهاب العابر للحدود والتطرف العنيف والجريمة والتهريب بمختلف آشكاله.
لقد ساهمت عوامل عديدة في هشاشة الوضع الأمني في بعض مناطق قارتنا. من ضمن هذه العوامل انحسار الحكامة الديموقراطية ومخلفات الصراعات الاجتماعية والثقافية والصعوبات الاقتصادية والتوترات الاجتماعية الناجمة عنها والبطالة وجنوح الشباب الناتج عن منظومة تربوية غير ملائمة وغير فعالة. غير ان ظاهرة الإرهاب تظل ظاهرة دولية بلا وطن ولا دين ولا عرق وتستدعي محاربتها ضرورة تكثيف التنسيق على المستوى الدولي.
ان التعاون المثمر بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة وشركاء آخرين قد مكن من إيجاد حلول للعديد من الصراعات المسلحة في قارتنا. الا ان الصراع بين الأشقاء في جمهورية جنوب السودان يظل مصدر قلق رغم الجهود التي بذلتها السلطة الحكومية المشتركة للتنمية ( الإيغاد) والاتحاد الافريقي خصوصا. ويستدعي الوضع في ليبيا اهتماما اكبر من قبل المجتمع الدولي بالتنسيق مع مجموعة الاتصال الدولية لليبيا حتى يتوصل الفرقاء الليبيون الى اتفاق ينهي الأزمة ويعيد سلطة الدولة للمحافظة على مصالح الشعب الليبي، ويستبعد المجموعات التي صنفها المجتمع الدولي ارهابية. في هذا السياق نعلن تأييدنا للحوار الذي انطلق في جنيف، راجين ان يفضي الى توافق سياسي شامل ودائم يحافظ على الدولة الليبية موحدة، ويعيد بناء مؤسساتها الدستورية.
كما نعبر عن قلقنا من الوضع في نيجيريا والبلدان المجاورة لها، حيث لا تزال بوكو حرام، تهدد السلم والأمن في المنطقة، نطالب بلدان المنطقة والاتحاد الافريقي، بتكوين قوة لمواجهة اخطار هذا التنظيم ومساندة الجيش التشادي في عمليته الموفقة على الحدود الكامرونية. ونشدد على ضرورة الإفراج الفوري عن الأشخاص المحتجزين رهائن عند هذا التنظيم.
ولا تزال جمهورية وسط افريقيا رغم ما تحقق من تقدم، تحتاج الى ان يغتنم الفاعلون فيها الفترة الانتقالية لبناء الثقة والتسامي عن كل ما يعيق مسار السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق.
كما نحيي التطور الإيجابي للوضع في بوركينا افاسو التي تتجه لانتخابات حرة وشفافة، ستجري في شهر أكتوبر المقبل وستمكن من استعادة المؤسسات الديموقراطية.
اننا نشجع وندعم محادثات الجزائر التي ينبغي ان تقود الى حل نهائي وشامل للنزاع بين الأخوة الماليين. كما نهنئ أنفسنا بتحسن الوضع في منطقة البحيرات الكبرى وندعو الى اليقظة في مواجهة كل ما يمكن ان يضر بالسلم في تلك المنطقة.
اما في الصومال فان الانتصارات الباهرة التي حققتها القوات الافريقية والصومالية في مواجهاتها مع حركة الشباب الإرهابية، ستعزز بشكل كبير المؤسسات السياسية الصومالية وستدعم سلطة الدولة في ذاك البلد الشقيق. وفي تونس لا يسعنا الا التعبير عن غبطتنا بنتيجة المسار الديموقراطي الذي توج بانتخابات رئاسية حرة وشفافة.
وعلى صعيد آخر فان إسقاط محكمة الجنايات الدولية للتهم الموجهة لأخينا صاحب الفخامة السيد أوهورو كينياتا
رئيس جمهورية كينيا، يمثل انتصارا لنا جميعا. وهو قرار طالما طالبنا به. وفي هذا الصدد يجب تفعيل هيئات محكمة العدل الافريقية لتنظر في القضايا المشابهة.
اصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد مثل انعقاد القمة الاولى للبلدان المشاركة في مسار نواكشوط حول تعزيز التعاون الأمني وتفعيل الخطة الافريقية للسلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء، نجاحا باهرا. فقد شاركت في القمة بلدان المنطقة الأحد عشر والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ومنظمة التعاون الاسلامي. وستدفع القرارات المتخذة في القمة بالتعاون الأمني الى الامام بين البلدان المعنية وستساهم في تفعيل خطتنا
للسلم والأمن في المنطقة.
تبع هذه القمة يوم التاسع عشر دجمبر 2014 ، قمة مجموعة الساحل الخمس التي أنشئت في فبراير من نفس السنة، بمبادرة من بلدان شبه المنطقة، التي وعت ضرورة انشاء اطار إقليمي لتنسيق جهود التنمية في المنطقة، من جهة، وللتصدي لأخطار الإرهاب والجريمة المنظمة من جهة اخرى.
اصحاب الفخامة ، أيها السادة والسيدات،
ينبغي التذكير بان افريقيا عرفت انطلاقة جديدة منذ عشرية خلت، مكنتها من تحقيق معدل نمو اعلى من 5%، وتقدما حقيقيا في العديد من مؤشرات التنمية البشرية ومجال البنية التحتية والتكامل الاقتصادي والحكامة الرشيدة. وفي هذا الإطار نظمنا مؤخرا في نواكشوط مؤتمرا دوليا حول الشفافية والتنمية المستدامة في افريقيا، أعلنا فيه مبادرة للشفافية في مجال الصيد البحري. وقد تضمن اعلان نواكشوط المنبثق عن المؤتمر، دعوة الاتحاد الافريقي لوضع الآلية المناسبة لمكافحة التهرب الضريبي والتدفقات المالية غير المشروعة ودعوة الدول الافريقية للمشاركة في المبادرة الافريقية للشفافية الضريبية.
ان افريقيا قارة فتية وغنية، تواصل تحولها ونموها الاقتصادي لتتجاوز تأخرها في مجال الطاقة والنقل والتقنيات الحديثة وتطور برامجها الزراعية والصناعية، ضمن استراتيجية تولي اهتماما خاصا بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار. ان القارة مصممة على تعزيز حضورها على الساحة الدولية بما يلائم حجمها ودورها والواقع الجيوسياسي الدولي والتغيرات العميقة التي يشهدها العالم.
وأخذا في الحسبان مكانتها ودورها الهام ضمن المجموعة الدولية، فان افريقيا ينبغي ان تحظى بتمثيل دائم في مجلس الأمن الدولي. لتحقيق هذا المطلب المشروع ينبغي الشروع في مفاوضات لتوسيع التمثيل الدائم وغير الدائم في مجلس الأمن وإصلاح النظام الاقتصادي الدولي من اجل مزيد من العدالة عن طريق تفعيل دور الامم المتحدة في جهود تعزيز الشفافية وتنظيم المنظومة المالية وتشجيع الاستثمارات الضرورية لتنمية مستدامة. وبذلك نكون قد ساهمنا في تمكين شعوب العالم من التمتع بحقوقها في التنمية وان تستفيد من الرفاه والتقدم لتعيش الانسانية كلها في شرف وحرية وعدل ومساواة.
وفي الختام آمل ان تكون الجهود التي بذلناها جميعا بتفان وإخلاص قد آتت أكلها وأرجو لخلفي كل النجاح والتوفيق في مهامه على رأس اتحادنا الافريقي.
أتمنى لأعمالنا موفور النجاح.
عاشت افريقيا.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله".