قبل عام من الآن صدع البعض رؤوسنا بالتطبيل والتهليل والتصفيق بعد أن وصلت رئاسة الاتحاد الافريقي إلينا خلال القمة الـ22 للاتحاد والتي تتم بشكل دوري، وبالتداول بين الدول، وللمرة الثانية بعد رئاستنا له في عهد الرئيس الأسبق المختار ولد داداه رحمه الله عام 1972 . اليوم وبعد أن انقضت رئاستنا لهذا الاتحاد الافريقي، الذي جمد عضويتنا في عام 2008 بعد انقلاب محمد ولد عبد العزيز على الرئيس المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وقبلها عام 2005 بعد الانقلاب على معاوية ولد سيد أحمد الطايع، وبعد عام كامل من المشاركات في معظم القمم الاقليمية والدولية، ترأس محمد ولد عبد العزيز الرئيس الجديد، خليفة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين، خمس من هذه القمم الكبرى، اثنتين منها عاديتين وثلاث كانت للشراكة، إفريقيا الاتحاد الأوروبي وإفريقيا تركيا وإفريقيا أمريكا، وبعد مشاركتنا في العديد من المؤتمرات الرئاسية مثل مجموعة 20 إلى جانب الدول الأغنى في العالم في قمة "سيدني" بأستراليا ، وبعد أن نظمنا على أرضنا عديد المؤتمرات الأمنية والتنموية كمسار نواكشوط ومجموعة الساحل ومؤتمر الشفافية، هل لأحدكم أن يخبرنا ماذا جنينا من هذه الرئاسة ؟؟ مشاريع اقتصادية وتنموية ؟؟ أو هل حالنا أحسن الآن أم قبل رئاستنا للاتحاد ؟؟
وأول أمس، وفي مؤتمر اديس أبابا وخلال عملية تحضير تسليم الرئاسة لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي قدمت بعثتنا الدبلوماسية كتابًا كبيرًا باللغة الفرنسية تحت عنوان : " ماذا فعلت موريتانيا للاتحاد الإفريقي خلال عام "، والذي ضم بين دفتيه ماسموه إنجازات محمد ولد عبد العزيز في أزمات مالي والسودان ووسط إفريقيا، لكن الغريب أن هذا الكتاب لم يتحدث عن مساهمة أو حتى محاولة ولد عبد العزيز حل الأزمة السياسية الخانقة في بلده الأم موريتانيا ق، حيث كان يفترض بولد عبد العزيز أن يعطي نموذجًا في إدارة خلافاته مع خصومه السياسيين في مأموريته على رأس هذه المنظمة وهو خليفة التكنوقراطي هايلي مريم ديسالين صاحب المسيرة السياسية الغير معهودة في بلاده اثيوبيا، وعلى العكس من ذالك كانت بلادنا تعيش على جو مشحون بالخلافات والاضطرابات السياسية شهدت البلاد خلاله تنظيم انتخابات أحادية وغير توافقية .
ويضاف إلى ذالك زيادة الاعتقالات السياسية والتعسفية، والتي كان من أبرزها اعتقال بيرام ولد الداه ولد اعبيدي الحاصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان " فرونت لاين ديفندرز " 2013 لأبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم والمناهض لظاهرة العبودية في البلاد، وذالك رغم حساسية هذا الملف على صعيد القارة السمراء .
وفي اللحظات الأحيرة من رئاستنا للاتحاد الافريقي، وعلى غير العادة، لم يكرم أعضاء بعثتنا الدبلوماسية ولا رئيسها رغم إشرافهم المباشر على تحضير وتنظيم كافة المؤتمرات الرئاسية والوزارية للقارة طيلة هذه السنة رغم تواضع الظروف المادية والمعنوية، لتكون هذه المرة الأولى التي تنتهي رئاسة دورية لبلد افريقي على اتحاده دون أن يتم تكريم طاقمه الديبلوماسي !!