تشييع الطفل أبو خضير وصدامات في القدس المحتلة

جمعة, 2014-07-04 16:03

جرى بعد ظهر الجمعة في القدس الشرقية المحتلة تشييع طفل فلسطيني اغتيل انتقاما لمقتل ثلاثة شبان إسرائيليين على ما يبد، وسط تدابير أمنية مشددة في أجواء من التوتر الشديد.

وشيع الالاف جثمان الشهيد محمد أبو خضير (16 عاما) وسط بحر من الاعلام الفلسطينية الى منزله في حي شعفاط قبل التوجه الى المقبرة على ما افاد مراسلو فرانس برس.

ولدى وصول الجثمان الذي سلم إلى العائلة بعد تشريحه هتف الحشد “بالدم بالروح نفديك يا شهيد”.

وانتشرت الشرطة الاسرائيلية بقوة الجمعة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل واعلنت ضمها في 1967.

واختطف الطفل مساء الثلاثاء من حي شعفاط السكني في القدس المحتلة. وعثر على جثمانه المحروق تماما بحسب محامي العائلة، بعد ساعات من خطفه بالقرب من غابة في الجزء الغربي من المدينة.

وتحدثت وسائل الاعلام عن امكانية أن يكون استشهاد الطفل عملا انتقاميا بعد العثور الاثنين على جثث ثلاثة طلاب إسرائيليين خطفوا في 12 حزيران/ يونيو في جنوب الضفة الغربية.

واكد شهود لفرانس برس ان الفتى الفلسطيني اقتيد بالقوة في سيارة من قبل “اسرائيليين اثنين” فيما كان ثالث يقودها.

وقال وزير الامن العام الاسرائيلي اسحق اهارونوفيتش ان “كل خيوط التحقيق” قد تم التحقق منها وان دافع القتل لا يمكن “تأكيده في الوقت الراهن”.

ودانت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية عمليات القتل هذه وحذرت الجانبين من خطر الاعمال الانتقامية التي من شأنها ان تؤدي الى تفاقم الوضع المتدهور اصلا.

ووقعت صدامات متفرقة في منتصف النهار في القدس الشرقية، في حين اعربت الشرطة عن خشيتها من مواجهات بعد التشييع.

وخلال الثماني والاربعين ساعة الماضية دارت صدامات عنيفة بين فلسطينيين رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف وعناصر الشرطة الذين ردوا باطلاق الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

ووقع عشرات الجرحى جراء هذه الصدامات التي تذكر بالانتفاضتين الفلسطينيتين.

ونشر تلفزيون فلسطين شريط فيديو على موقع يوتيوب يظهر متظاهرا يتعرض للضرب بعنف على يد حرس الحدود الاسرائيليين وعناصر شرطة باللباس المدني.

ويصادف تشييع الفتى محمد ابو خضير اول يوم جمعة من شهر رمضان الذي يتوجه فيه عادة عشرات الاف المسلمين الى الحرم القدسي في القدس القديمة.

لكن توافد المصلين كان اقل عددا بكثير من السنوات الماضية حيث قدر عددهم بنحو ثمانية الاف فقط بحسب متحدثة باسم الشرطة.

وفي وقت متأخر من مساء الخميس قررت الشرطة خشية حصول صدامات، عدم السماح سوى لمن تتجاوز اعمارهم الخمسين سنة وللنساء بالوصول الى المسجد الاقصى.

كذلك كان الوضع متوترا ايضا على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة.

وصباح الجمعة تم اطلاق اربعة صواريخ وقذيفتي هاون من غزة باتجاه اسرائيل، اعترضت احدها الدرع الصاروخية الاسرائيلية المعروفة بـ”القبة الحديدية”.

والخميس سقط 34 صاروخا في جنوب اسرائيل بحسب الجيش، ادت اربعة منها الى الحاق الضرر ببنى تحتية ومبان مدنية.

في موازاة ذلك قرر جيش الاحتلال الاسرائيلي إرسال تعزيزات محدودة من قوات الاحتياط إلى مشارف قطاع غزة بغية ايصال رسالة “تهدئة” الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

وتحدثت وسائل الاعلام الجمعة عن اعلان تهدئة باشراف مصر في الساعات المقبلة بين حركة حماس واسرائيل.

واكد مصدر من حركة حماس فضل عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان “هناك جهودا مصرية مستمرة لاستعادة الهدوء في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد”.

كما أكد أن حركته “ابلغت الجانب المصري أن ليس لديها رغبة في التصعيد”.

بدوره اكد باسم نعيم القيادي البارز في حماس ايضا ان حركته “غير معنية بالتصعيد والانجرار الى حرب في غزة لكن في نفس الوقت لا يمكن ان تسكت على استمرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية”.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الصادرة بالانكليزية عن مسؤول في الامن الاسرائيلي ان يوم الجمعة سيكون بمثابة اختبار لمعرفة ما اذا كانت حماس مستعدة لوقف اطلاق نار وان كانت “فهمت رسائلنا المرسلة في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة”.

وكتب موقع يديعوت احرونوت الاخباري نقلا عن مسؤول امني ايضا “ان الكرة باتت في ملعب حماس″.

وكتب رئيس الاركان الاسرائيلي بني غانتس من جهته الخميس على حسابه على موقع تويتر محذرا “اننا نتمنى الهدوء ولكن اذا اختارت حماس التحرك ضدنا فنحن جاهزون”.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهته “اننا جاهزون لخيارين في الجنوب: اما ان تتوقف عمليات اطلاق النار على اهلنا وان تتوقف عملياتنا ايضا، ام ان تتواصل وستتحرك التعزيزات في المكان بقوة”.

الى ذلك هاجم قراصنة معلوماتية حسابا للجيش الاسرائيلي على موقع تويتر للرسائل القصيرة ببثهم عليه رسالة تحذر من اصابة منشأة نووية بصاروخين.

وكتب على صورة للرسالة نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت “تحذير: تسرب نووي محتمل بعد اصابة منشأة ديمونا النووية”.

وقال الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس إن عدة تغريدات غير صحيحة وضعت في وقت متأخر الخميس على حساب الناطق باسمه باللغة الانكليزية. وبث الحساب بعد ذلك رسالة اعتذار من مشتركيه والغى التغريدة الخاطئة.

واعلن “الجيش السوري الإلكتروني” الذي يضم قراصنة موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد انه “نجح في اختراق الحساب الرسمي للناطق الرسمي باسم وزارة دفاع العدو الإسرائيلي ونشر بوست يتعلق بسقوط صاروخين للمقاومة على ديمونا”.

وأوضح أن هذه العملية جاءت “انتقاما لروح الشهيد محمد أبو خضير”.
القدس