كانت فكرة لقاء الشباب والرئيس تحت تللك اليافطة الجذابة وذالك العنوان الجميل "انتم الأمل" مثار جدل ونقاش عميق إستطاع في النهاية استقطاب الكثير من الشباب المتحمسين للمشاركة آملين من خلاله أن تتغير أوضاعهم علي جميع المستويات مقتنعين الي حد ما بصواب ذالك الطرح ربما لسذاجتهم حين ذاك
كانت الدعاية المركزة لوسائل اعلام الدولة تصب في اهمية الحدث وتصويره بمثابة توجه جديد يسعي لأشراك الشباب وتمكينهم من اجل المساهمة في بناء الوطن والمشاركة الفعالة علي جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية نعم كنت من بين هذه الفئة المتحمسة والمندفعة والمدافعة عن الفكرة ,لقد عبأت الإستمارة الموجودة علي الموقع الالكتروني المخصص من طرف اللجنة المشرفة
ليعلن المشاركين في اللقاء بعد ذالك بفترة فظهرت من بين المشاركين أسماء من هنا وأسماء من هنالك لم تعكس ما كان متوقعا بل وأظهر نوعا من الإنتقائية في بعض الأسماء لينطلق اللقاء الذي ترقبه الكثيرون
عشرات من الشباب في حضور رئيس الجمهورية وخلفه العنوان العريض , بدأ اللقاء وبدأت معه الاستفهامات والشكوك تدور في رأسي . فهل فعلا ولد عبد العزيز هو صاحب الفكرة لكونها لا تقل اهمية عن شعار رئيس الفقراء ؟ ومما عزز السؤال هو أن اللقاء جاء قبل استحقاقات رئاسية ستجرى لاحقا ، وفي ظل احتقان سياسي أنذلك .
بالطبع تابعت مجريات اللقاء ، ومداخلات الشباب وردود الرئيس عليها ، وبعد يومين من النقاش نظمت الرئاسة حفل عشاء بهيج على شرف الشباب المشاركين ، وبحضور رسمي لافت ضم جميع أفراد الحكومة ، استلم الرئيس في نهاية الحفل ورقة بالتوصيات التي خرجت بها الورشات التي شكلت لهذا الغرض ، تعهد الرئيس بدراسة المقترحات وتنفيذها، كما تعهد بإنشاء مجلس أعلى للشباب .
إن قراءة متأنية لمسار أحداث لقاء الشباب ، لا بد ان تتطرق لعدة محطات هامة :
- المأمورية الأولى التي ظهرت فيها عدة مبادرات بالولاء والطاعة للنظام الحاكم ، اتخذت مجموعة من العناوين والأسماء "شباب عزيز" كمثال .
- شعار الرحيل ، مع ما صاحب ذلك من حراك شبابي معارض " حركة 25 فبراير "
- خطاب نواذيبو الذي وجه من خلاله رئيس الجمهورية الدعوة للشباب بضرورة المشاركة في العملية السياسية ، من خلال إنشاء أحزاب سياسية " تجديد الطبقة السياسية ".
إن فشل الحكومة في إيجاد فرص عمل ، وزيادة نسب البطالة ، والأحداث الجارية في المنطقة العربية ، جعلت النظام يبحث في إشغال الشباب ، فلم يجد لذلك الغرض إلا صناعة الوهم المتمثل في المجلس الأعلى للشباب , فهل يعقل أن يتم اختزال الشباب في مجموعة لا تتجاوز عدد أصابع اليد تم انتقاؤهم بطريقة غامضة لا تخدم الشفافية التي تتخذها الحكومة عنوانا ؟ .
وفي النهاية نستخلص ان نواة المجلس الأعلى للشباب ما هي إلا رغبة سياسية جامحة لتدجين الشباب ، وإلهائهم عن المشكل الحقيقي ، وتطلعاتهم المشروعة من حرية وعدالة وعيش كريم .
رسالتي إلى رئيس الجمهورية هي أن عصر الشعارات الجوفاء ، والدعايات المغرضة قد ولى إلى غير رجعة ، وأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء .
عاشت موريتانيا حرة ابية بشبابها الذي هو أملها الحقيقي .