يجري الإعداد حاليا لتنفيذ مشروع طموح لبناء مجمع سكني صديق للبيئة في حي مصر الجديدة في القاهرة.
ويشمل المشروع بناء 1000 شقة سكنية مكتفية ذاتيا من الطاقة بالاعتماد على ألواح لتجميع أشعة الشمس وتوربينات الرياح لتوليد الكهرباء.
المشروع كلفته مليارات الدولارات ووضع تصاميمه المهندس البلجيكي المولد فنسان كاليبو المتخصص في العمارة صديقة البيئة.
واستعانت إحدى شركات التطوير العقاري بكاليبو لتصميم وتنفيذ المشروع الذي يحمل اسم (غيت رزيدنس).
وقال كاليبو «لتخفيض استهلاك الطاقة في المبنى نعتمد في المقام الأول على التسخين والتبريد الطبيعي للهواء، أي أن المبنى يُنشأ وفقا للاتجاه الغالب للريح، وبحيث يستفيد بأكبر قدر ممكن من سطوع الشمس مع إضافة تقنيات جديدة منها توربينات الرياح ومنظومات للطاقة الأرضية الحرارية وخلايا كهروضوئية ضخمة على أسطح المباني وحدائق معلقة عموديا وكل ذلك لتخفيض كلفة استهلاك الطاقة بما بين 50 و70 في المئة.»
يشمل التصميم مجموعة من الهياكل المفرغة الطويلة بداخلها نباتات لتكوٍن أنفاقا هوائية تساهم في تبريد الجو داخل المباني بدون الحاحة إلى كهرباء. وكانت أنفاق الهواء شائعة الاستخدام في مصر قديما.
وروعي في التصميم أن تساهم الجدران الداخلية في خفض الحرارة عن طريق البخر، الذي يمكن أيضا استخدامه في معالجة مياه الصرف. كما يستخدم المبنى أيضا تقنية تعرف باسم «التبريد الإيجابي».
وقال كاليبو «المبدأ بسيط. فالهواء الخارجي يمر تحت أساسات المبنى على عمق نحو 29 مترا من مستوى الشارع حيث تكون الحرارة ثابتة عند حوالي 15 درجة ثم يطلق هذا الهواء المبرد في الأفنية أو داخل الشقق السكنية وبذلك نقلص الاعتماد المستمر على تكييف الهواء آليا.»
وسيشمل كل مبنى أربعة طوابق تحت سطح الأرض تستخدم مرائب للسيارات، وطابقا للمتاجر وتسعة طوابق سكنية فوقها سطح تغطيه حدائق تظللها ألواح تجميع أشعة الشمس.
ويسخَن الماء طبيعيا بحرارة الشمس داخل أنابيب فوق سطح كل مبنى تصل إلى الوحدات السكنية والتجارية.
وقال كاليبو «ستمد على السطح أنابيب يمر فيها الماء ليسخن طبيعيا بحرارة الشمس ثم يضخ مباشرة إلى الحمامات والمطابخ ونستغني بذلك عن الكهرباء.»
وستزود المباني أيضا بتوربينات هوائية عمودية المحور تثبت في اتجاه الرياح السائدة لتوليد الكهرباء. وستضم أسطح المباني حدائق وأحواضا للسباحة وقاعات للتدريبات الرياضية.
وذكر كاليبو أن من المقرر بدء العمل في تنفيذ المشروع في شهر مارس/آذار لتسليمه بحلول عام 2019.
وأضاف «خلال زياراتي (للقاهرة) لمست طاقة حقيقية للتغيير عند جيل الشباب. يريدون مزيدا من الديمقراطية ويريدون تحسين معيشتهم ويريدون تحسين ظروف الأحياء التي يعيشون فيها ويريدون تنظيف المدينة. يريدون أيضا نماذج جديدة لمدن ذكية تنتج طاقتها وتعيد تدوير مخلفاتها ذاتيا وكل ذلك جزء من ديناميكية إيجابية تخرج إلى الحياة اليوم في القاهرة.»
وقال كاليبو إن ما لا يقل عن عشرة في المئة من الشقق السكنية في المشروع بيعت بالفعل. وسينشأ المشروع على مساحة 450 ألف متر مربع.