كشفت دراسة طبية حديثة عن عدم وجود دليل يؤيد المقولة السائدة منذ سبعينيات القرن الماضي بأن الطعام القليل الدسم هو الطريق إلى صحة جيدة.
قليل من الدهن قد لا يؤذي وكثير منه ربما يكون ضارا بالصحة، تلك هي الوصفة القديمة لمن أراد صحة سليمة وعافية.
بيد أن باحثين عكفوا على دراسة العلاقة بين الدهون الغذائية وأسباب الوفاة يقولون إن تلك الوصفة القديمة أخطأت التقدير تماما، وإنه ما كان ينبغي للنصائح التي تقضي بخفض كمية الدهون التي نأكلها كل يوم، أن توضع أصلا.
ففي الدراسة التي نشرتها مجلة "أوبن هارت" (أي القلب المفتوح) قالت الباحثة زو هاكومب من جامعة ويست أوف أسكوتلاند، وزملاؤها الباحثون إن المعلومات التي وجدت طريقها إلى صناع القرار عام 1977 -وهو العام الذي صدرت فيه أولى الإرشادات الصحية الأميركية بشأن الدهون الغذائية- لم تقدم أي دليل يدعم الرأي القائل بأن تناول قليل من الدهن لا يسبب أمراض قلب كثيرة، أو أن من شأن عادة كهذه أن تُنقذ الحياة.
والمشكلة في رأي هاكومب كما دونت في دراستها تكمن في أن تلك النصيحة جاءت "اعتباطية" ذلك أنها لم تخضع لاختبار حتى يتسنى إثباتها.
ففي أحد الاختبارات التي أُجريت على متطوعين، لم يظهر على الذين أُطعِموا كميات وافرة من الأغذية العالية الدسم (كالزبدة والبيض والكريم وما شابهها) مستويات عالية من الكوليسترول في الدم.
وخلص الباحثون إلى أن الدسم المستخلص من الطعام ليس له كبير أثر على الكوليسترول الدائر في الجسم والذي تنتجه الكبد.
وتقول هاركومب إن التركيز على الدسم والكوليسترول والدهون المشبعة على وجه الخصوص له تأثير ارتدادي على الصحة.
فعندما نخفض كمية الدهون، فإننا نستبدلها بالكربوهيدرات (السُكَّرِيات) والتي يقوم الجسم بتحويلها إلى سكريات وأشكال مختلفة من الدهون والمركبات العضوية الدهنية (الترايغليسيريد) وجميع هذه المواد قد تحدث في الواقع ضررا للقلب أكبر مما يتسبب فيه الكوليسترول المتحصل من المنتجات الحيوانية كاللحوم الحمراء والألبان.