لم يكن أحد يتصور أن يخرج من أبناء موريتانيا من يحمل كل هذا الود لبني صهيون، واليوم نفجع بأن يكون ذلك الشخص الذي يقاسم اليهود أفراحهم هو رئيس سابق للجمهورية وضابط برتبة عقيد في المؤسسة العسكرية .. إنها الفاجعة الكبرى ..!
حقا إن الألقاب والنجوم لا ترفع من قيمة الأشخاص ..
إن معظم الذين مروا على رئاسة الجمهورية كان لهم الحد الأدنى من احترام الشعب ومبادئ الأمة خاصة في ما يتعلق بقتلة الأطفال ومغتصبي مسرى الأنبياء وأولى القبلتين، لكن العقيد النشاز الوحيد..!
في السياسة يعرف الرجل من خلال مواقفه ، وكيف يختار طواعية أن يتخلى عن المجد في اللحظة المناسبة ، أما أن يكون يسعى إليه وخطاه تقطر دما فإنه حتما يقع في المتاهة..!
لقد حل العقيد أعل ولد محمد فال وحيدا على مائدة آل صهيون تغمره الفرحة بدخان محرقتهم وكأسٍ مترعة بالدماء المعصورة من قلوب الأطفال، وأحشاء النساء، وجماجم الشيوخ من أبناء شعبنا المسلم في فلسطين وغيرها من البلاد الإسلامية التي تعيث فيها أياد اليهود قتلا وتدميرا وتشريدا ..
لا أعتقد أن كل هذا الكرم من اللوبي الصهيوني بدون ثمن ، بل أكاد أجزم أنه مدفوع الثمن من طرف عقيد لا يجيد الحساب ولا يفرق بين الشِّيكل الإسرائيلي والأوقية الموريتانية فالمهم أن يقبض حتى ولو كان الثمن وحدة الوطن وسلامة أراضيه ..؟
لا أحد بعد اليوم يمكنه التنبؤ بما سيفعله العقيد في سبيل تنفيذ مصالح اللوبي اليهودي..!
وبهذا الخصوص نريد أن ننبه الرأي العام الوطني على خطورة المساعي الصهيونية المحمومة الرامية إلى ضرب وحدتنا الوطنية ، حيث كشفت بعض التقارير عن وجود مخطط محكم للانتقام من الجمهورية الإسلامية الموريتانية على خلفية قطعها للعلاقات المشؤومة مع الكيان الصهيوني ورفضها للضغوط التي مورست عليها من أجل التراجع عن قرارها الشجاع والتاريخي بقطع العلاقات مع الكيان المغتصب .
وقد شكلت السياسة القوية التي يقودها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الرافضة للغطرسة التي ينفذها الصهاينة في منطقة المغرب العربي والقارة الإفريقية إزعاجا كبيرا للوبي اليهودي عبر العالم وفي المنطقة على وجه الخصوص ، خاصة بعد طرد وفدهم من قمة الاتحاد الإفريقي إبان رئاسة موريتانيا للاتحاد.
وقد أطلق أصدقاؤهم في الداخل الكثير من البيانات وحاولوا تحريك الشارع وصرخوا عبر مختلف وسائل الإعلام بهدف التشويش على المسيرة الديمقراطية والتنموية التي تقودها البلاد بكل عزم وثبات.
لكن كل تلك المساعي تحطمت على صخرة وحدتنا الوطنية التي لا نقبل المساس بها مهما كلف الثمن..!
لقد كان على الأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني في موريتانيا أن ينددوا بالخطوة التى أقدم عليها الرئيس الأسبق ولد محمد فال بحضوره للاحتفالات اليهودية في الوقت الذي يطلق فيه المجمع اليهودي العالمي الاتهامات للمسلمين بالإرهاب ويصف الإسلام بالديانة التي لا يستحق معتنقوها أن يعيشوا على وجه الأرض ..
في فرنسا رفض ممثلوا الكنائس حضور الاحتفالية اليهودية بسبب هذه التصريحات كما قاطعها معظم أعضاء مؤسسة "علاء الدين" باستثناء ولد محمد فال ..؟
في الحقيقة لا أفهم سر صمت أحزابنا " الديمقراطية " ولا أجد له تفسيرا خاصة وأن بعض تلك الأحزاب يحتضن العقيد ويعتبره رمزا وطنيا ..؟