إذا كانت المؤهلات الأكاديميَّة عنصرًا ذَا أهميّة في بلدان غربية لدى السياسي كيْ يصل إلى سدَّة الحكم، فإنَّ الأمر مختلفٌ كثيرًا في الدُّول الإفريقية حيثُ بوسع الحاكم أنْ يصل إلى هرم السلطة ويظل به عقودًا، رغم أنَّه لا يحوزُ حتَّى شهادة البكالوريَا، في بعض الأحيان.
مجلَّة "جُون أفريكْ" الفرنسيَّة جردتْ في ملفٍّ لها المستوى الدراسي والأكاديمي للزعماء الأفارقة، الذي يتراوحُ بين عددٍ محدود منْ الدكاترة الذِين ناقشُوا أطروحاتهم، وبينَ منْ لمْ يحصلُوا على أيِّ دبلوم، خلال حياتهم، لكن ذلك لمْ يحل دون ظفرهم بمناصب الحكم.
وحلَّ ملكُ المغرب محمد السادس في الفئة الحاصلة على الدكتوراه أوْ المتخرجة منْ مدارس كبرى، حيث حصل على الدكتوراه في القانون منْ جامعة "نيس صوفيا أنتيبوليس" بميزة "مشرف جدا" وذلك عن أطروحة حول موضوع "التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة والمغرب العربي".
ويحضرُ إلى جانب الملك محمد السادس في قائمة الحاصلين على الدكتوراه أوْ خريجي المدارس الكبرى بين الزعماء الأفارقة كلٌّ منْ الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، والرئيس المالِي، إبراهيم أبو بكر كيتا، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، إلى جانب زعماء السودان ومالِي وغينيا والموزمبيق وإثيوبيا.
وفي أسفل القائمة، جاء كلٌّ منْ الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة الذِي لمْ يحصل في مسيرته على أيِّ شهادة أكاديمية، شأنه في ذلك شأن رئيس جنوب إفريقيا، جاكُوب زُوما، وزعيم جيوبيتي، إسماعيل عمر كليح.
ووفقًا للقائمة ذاته، فإنَّ هناك زعماء أفارقة يديرُون بلدانًا لكنهم لمْ يحصلُوا على البكالوريا، حيثُ إنَّ رصيدهم العلمي لا يتجاوزُ "مستوى البكالوريا"، وهمْ رئيس رواندَا، بول كاجامِي، والرئيس الأوغندِي، يويري موسيفيني، والرئيس الغامبي، يحيى جامع، وملك سوازيلاند، مسواتِي الثالث.
في غضون ذلك، ثمة منْ الزعماء الأفارقة منْ درس ثلاث سنوات بعد الحصُول على البكالوريا أيْ BAC+3؛ وهمْ كلٌّ منْ رئيس جمهورية الكونغُو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، ورئيس زيمبابوِي، روبرت موغابِي، ورئيس تشَاد، إدريس ديبي إتنُو، والرئيس التنزانِي، جاكايا كيكويتِي.
وتظهرُ القائمة أنَّ عددًا محدودًا منْ الزعماء الأفارقة درسُوا شعبة الاقتصاد في مسارهم الأكاديمي، حيث لا يتجاوزُ عددهم السبعة، فيما لمْ يتخطَّ دارسُوا العلوم السياسية والعلاقات الدولية أربعة قادة فارقة.
أمَّا الدول التي تابع فيها الزعماء الأفارقة تكوينهم، فأوروبيَّة في الغالب، حيثُ إنَّ واحدًا وعشرين زعيمًا إفريقيا، اليوم، درسُوا في بلدان القارة العجوز، بحكم روابط ثقافية ممتدة منذ الاستعمار، في حين تكون ثمانية قادة أفارقة، منهم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذِي لم يدرس بالصين سوى زعيمين إفريقيين.
هسبريس