سادت حالة من الاستياء بين المواطنين في غزة، بسبب تدهور أحوال القطاع الصحي، الذي يعاني من أزمات عدة،
فيما تتعالى صرخات المرضى الذين يبحثون عن الأدوية، خصوصًا وأن الواقع الأليم بات يتربص بأجسادهم النحيلة.
ويبحث مرضى السرطان عن العلاج، فيما تم تأجيل عمليات جراحية إلى أجل غير مسمى، ووسط تلك الصورة القاتمة جلست "س.ش"، أمام عيادة الأورام في مجمع الشفاء الطبي،
وهي تمسك بطاقة المراجعة لمتابعة علاجها وصرف أدويتها حيث تعاني من سرطان الثدي منذ سنوات. علامات التعب واليأس عبرت عن مرارة معاناتها مع أدويتها المفقودة , تحدثت إلينا في نبرة خافتة لتوضح أنها حصلت على 3 جرعات وأنها يجب ان تستكمل علاجها المتوقف منذ شهر, لتكمل دموعها قصة الألم.
من جانبه، أكد مدير عام مجمع الشفاء الطبي الدكتور نصر التتر، أن قضية الدواء من القضايا التي باتت تهدد حياة مئات بل آلاف المرضى داخل المجمع موضحا أن عددا من الأقسام التي تحتضن المرضى مهدده بتوقف الخدمات بسبب هذه الأزمة.
وأشار التتر إلى تواجد نقص شديد في الأدوية، خصوصًا للعمليات وقسم الطوارىء ومرضى الأورام والدم ، وأدوية مرضى زراعة الكلى، إضافة إلى أدوية القلب والمضادات الحيوية، وأدوية القلب، وكذلك نقص في المحاليل الطبية خصوصًا الملحية، مثل الخيوط الجراحية وشاش العمليات والأربطة الضاغطة والحقن والسرنجات، بالإضافة إلي أفلام الأشعة بمقاساتها المتعددة، مبينا أن المختبر المركزي في المجمع يواجه أيضا نقصًا شديدًا في مواد فحص الدم (CBC)، فضلا عن نقص في مواد الفحص الكيميائية.
وأضاف مدير عام الصيدلة، الدكتور أشرف أبو مهادي، أن الأرصدة الدوائية تشهد تدهورا غير مسبوق، حيث أن 25 % من أدوية القائمة الأساسية غير متوفرة، مثل أدوية التخدير والمحاليل
الوريدية والقلب وأدوية الطوارئ والعناية المركزة, مشيرا إلى أن 20 % من أصناف أخرى على وشك النفاذ خلال أيام قليلة, وأن 55 % من المهمات الطبية غير متواجدة.