نواكشوط ـ «القدس العربي»: ينشغل الموريتانيون منذ أمس بمتابعة جدل محتدم وحرب تصريحات مستعرة بقوة بين النظام الحاكم والمعارضة حول جدوى الزيارة التي يقوم لليوم الرابع، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لعدد من قرى وأحياء المناطق الشرقية الموريتانية، وحول الانتظارات المتوقعة من الحوار السياسي.
وفي هذا الإطار أكد الرئيس الموريتاني «أن زيارته الحالية دالة على أن الحكومة ماضية في الوقت الحالي، في العمل بشكل حثيث، لتجسيد برنامجها الذي نال ثقة الشعب الموريتاني بغض النظر عن تشكيك المشككين».
وأشار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في بيان وزعه إعلامه أمس «أن بعض قوى المعارضة أظهر قصر نظرها حيث ما إن بدأت زيارة رئيس الجمهورية للحوضين حتى ارتفعت أصوات بعض قادة منتدى المعارضة لتعبر عن قلقها وخوفها من هذه الزيارة».
وأضاف الحزب «.. يتذرع هؤلاء بحجج متعددة، لكن كان تواجد فخامة الرئيس ليوم واحد في مدينة النعمة كافيا لدحضها وتبديد كلما حاولت أن تزرعه من شكوك. هي أوهى من أن تصمد أمام إرادة جادة في الإنصات للمواطن والتجاوب مع مطامحه في كل ركن من أركان البلاد».
وأوضح الحزب الحاكم «أنه من المؤسف أن تقتصر كل رهانات قادة سياسيين يدعون الوطنية والدفاع عن المواطنين، على بقاء جزء من الوطن في حالة تهميش مستمر، غير أن الأمر ليس غريبا، يضيف البيان، بالنسبة لمن يبنون كل أحلامهم على طمس الإنجازات التي تتحقق لمصلحة المواطنين، أملا في المحافظة على موطئ قدم من تأثير سياسي حتى ولو تحصل ذلك على حساب رغد المواطن وتنمية الوطن».
و كان أحمد ولد داداه زعيم المعارضة قد وصف في تصريحات لقناة «فرانس14» زيارة الرئيس الموريتاني للحوضين بأنها «زيارة بلا أهمية».
وأكد «أن زيارة الرئيس مجرد هروب عن أوضاع البلد المتأزمة سياسيا واقتصاديا وأمنيا».
وقال «إن زيارة ولد عبد العزيز للشرق الموريتاني زيارة كرنفالية واستعراضية وهي في مجملها استفزاز للشعب الموريتاني الذي يعيش أوضاعا عصيبة بسبب ندرة الأمطار ونقص المحاصيل الزراعية».
وفيما يتعلق بالحوار فقد تبودلت تصريحات من الطرفين حيث أكد أحمد ولد داداه «أن حكومة ولد عبدالعزيز هي التي اقترحت مشروع الحوار، وبما أن المعارضة قد لدغت في الجحر خمس مرات، فقد حرصت على تقديم ممهدات للحوار لتختبر مدى جدية النظام في الحوار وللأسف لم تجد هذه الممهدات الرد المناسب، لذا فنحن نعتبر أن الحوار لم يولد ولن يلد شيئا يذكر».
وقال «نحن في المعارضة نؤمن بالحوار لكن شريطة أن يكون هادفا وأن يخرج البلد من الأزمة التي يتخبط فيها».
وفي جانب الأغلبية جدد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في تصريح نقلته الوكالة الرسمية للأنباء أمس تأكيده «أن سعي الأغلبية للحوار ليس له من هدف سوى تمكين الفرقاء السياسيين من إيجاد أرضية مشتركة لخدمة المصلحة العليا للبلاد».
ونفى الرئيس الموريتاني بشكل قاطع «أي نية لديه في تغيير الدستور»، مبرزا «أن الحوار السياسي إذا ما تم وأفضى إلى نتائج ملموسة فإن مخرجاته سيتم تطبيقها بشكل كامل».