لقد استطاع البعض بالأمس أثناء مروركم بين الجماهير في مقاطعتنا العريقة ،وللأسف الشديد أن يرسموا لوحة سيئة للغاية ، عندما تساقطت عليكم الرسائل من كل حدب وصوب ملفوفة كل واحدة منها في ظرف أصفر كبير ومطوي هو الآخر لعله يجد طريقه إلي المنفذ العلوي في السيارة الرئاسية حيث تطلون من منفذها ذلك علي الجماهير العريضة التي تستقبلكم ، لتؤدون لها التحية ، وربما نجح البعض في سباق الرسائل هذه في أن تجد رسالته طريقا إلي داخل سيارتكم من ذلك المنفذ الصغير!!، ونحن نعلم أنكم لن تهملوا تلك الرسائل ،ولذلك فاليعذر الناجحون في سباق إرسال الرسائل بتلك الطريقة ، صاحب الفخامة ، وليعلم من لم يجد ردا علي رسالته أن مضمونها كان هو السبب ، فلكل مقام مقال ، وربما لا تكون قد تضمنت تلك الرسائل أي مقصد من مقاصد هذه الزيارة!!.
أما مضمون رسالتنا نحن سكان المقاطعة الذين استقبلنا الرئيس بعفوية وعدنا بعد وصوله إلي مساكننا لا نريد علوا في الارض ولافسادا ولا تعيينا ولا لقاءا خاصا ولا عاما ، فإن رسالتنا إليكم ،سيادة الرئيس هي هذه : مكشوفة ، وبدون ظرف أصفر.
السيد الرئيس نحن نعلم جيدا قدر العلاقة القائمة بيننا مع سيادتكم ، نعلم أنها علاقة رحمة ومودة ، علاقة عهد وثقة ، ونعلم أنكم سيادة الرئيس وصلتم إلي مدينتنا الغالية تمبدغة يوم أمس ، بعد زيارة جميع مقاطعات الولاية ، وأنتم تحملون معكم هم الوطن بصفة عامة ، وتتطلعون إلي معرفة حقيقة الأوضاع في المناطق المزورة ، وقد اطلعتم سيادة الرئيس علي الأوضاع المزرية في قطاعي الصحة والتعليم ، وكان من المتوقع أن تستمعوا إلي بقية معاناتنا ، من خلال مداخلات الأطر والفاعلين السياسيين من أبناءنا ، لكن ذلك لم يحصل ، لأنه لم يحصل لقاء بهم ، ونحن سيادة الرئيس ، نعلم أن التعب قد أخذ منكم أي مأخذ بعد زيارتكم لسائر مقاطعات الولاية قبل وصولكم إلي تمبدغة ، ثم إنكم قد استمعتم أثناء لقائكم بالأطر في مقاطعة النعمة ، إلي ممثلين عن المقاطعة ، ولذلك لم تبرمجوا لقاء فيها .
والآن سيادة الرئيس نريد أن نبلغكم ، من همومنا ومشاكلنا ، مالم تقفوا عليه ميدانيا ، ومالم تسمعوه :
أولا : بخصوص مفوضية الأمن الغذائي
1 ـ توفير الأعلاف للحيوانات
سيادة الرئيس : قل لهم ...:"الشاري الهون بالدون ايشك ان قابن وهو مقبون"
نحن نعلم مدي اهتمامكم بعامة الشعب الموريتاني ، ونعلم أن هذا الاهتمام قد انعكس علي التنمية الحيوانية خصوصا في فترة الصيف الشديد، فقد أعطيتم الأوامر بتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة ، إسهاما منكم في تخفيف معاناة المنمين في حر الصيف وشدته عليهم وعلي حيواناتهم ، وقد امتلأت مباني المفوضية في مقاطعة تمبدغة من الأعلاف (ركل) في الصيف الماضي ، وبسعر 2500 أوقية للخنشة الواحدة ، وتم تسجيل الناس بعدالة من قبل عمدة البلدية المركزية للاستفادة منه، والإشراف علي توزيعه من قبل حاكم المقاطعة بطريقة دقيقة ومرضية عند الجميع ، ومناسبة من حيث الكمية ، لكن سيادة الرئيس ، هؤلاء الفقراء والمساكين في مقاطعة تمبدغة ،وحتي أغنياءها بعد أخذ كميات هائلة من (ركل) المفوضية ، رجعوا إلي السوق واشتروا (ركل) منه بثمن 12000ألف أوقية !! السبب سيادة الرئيس هو أن (ركل ) المفوضية ليس جيدا ، (ركل ) لافائدة فيها ، أغلب أنواع الحيوان لا تأكلها ، والذي أكلها من الحيوان شهد الجميع أنها لا تنفعه مطلقا !! عاد الذين اشتروا (ركل)من المفوضية ، ليبيعوها بثمن 2300 و2000 أوقية فقط ، بعد أن امتلأت خزائنهم منها ، كان هذا في الصيف الماضي.
معني ذلك سيادة الرئيس أن أوامركم ، قد نفذت فقط من حيث الشكل ، ولم يتم تنفيذها من حيث المضمون ، بالفعل اشتريت (ركل) ووفرت بشكل كبير ، وفي وقت مناسب ، وبأسعار مناسبة (2500أوقية ) ، لكن المضمون الذي يتضمنه أمركم هذا ، هو أن يحقق هذا التدخل فائدة كبيرة بالنسبة للمواشي ، ولأصحابها ، فتساعد تلك الأعلاف الحيوانات علي الخروج من ضائقة الصيف الشديد ، وأن تكون (ركل ) بسعر يناسب قدرة المواطين هناك في الداخل ، وهذا مالم يحصل مطلقا سيادة الرئيس بسبب عدم جدوائية نوع (ركل) الذي تم استيراده ،والذي تركه الناس رغم سعره المناسب ، لتشتري (ركل ) أخري بثمن غال جدا ، لأن هذه الأخيرة أحسن بكثير من تلك ،وأكثر فاعلية وإفادة للحيوان .
أما الآن سيادة الرئيس فإننا نطالب منكم إعطاء أوامر صارمة علي أن تنفذ أوامركم بخصوص هذا التدخل في الصيف الحالي ،علي الوجه الذي تريد ، وأن لا يقتصر من سيتولي هذا الأمر علي التنفيذ الشكلي لتلك الأوامر الواضحة ، وذلك من أجل أن يشتروا أعلافا جيدة تنفع الحيوانات ، وتمكنها من أن (تخرج الصيف ) بأمان وبأقل تكلفة ، ولا بأس في أن يقدر ثمن بيعها للمواطنين ، بما يناسب القدر الذي اشتريت به أصلا ، فمثلا 5000 أوقية للخنشة ، إذا كانت من (ركل) الجيدة مثل تلك التي بيعت ب 12000 في العام الماضي ، لن يكون سعرا باهظا ، لأن الغني والفقير علي حد سواء ، لم يجدوا بدا في الصيف الماضي من شراء نوعية الركل الباهظة الثمن ، معني ذلك أن مادون ذلك السعر سيكون في الحقيقة رفقا ومعونة ولطفا .
2 ـ الاسعافات
سيادة الرئيس:
الإسعافات التي تقدم الدولة للمواطنين الأكثر فقرا ، عن طريق مفوضية الأمن الغذائي ، يسرنا سيادة الرئيس أن نخبرك عن مصيرها ، إنها لاتصلنا ، لاتصلنا ، وحتي لا نراها أحيانا ، إلا وهي تخرج من خزائن المفوضية في المقاطعة ،محمولة علي (شاريتات)، ولكن لا نراها بعد ذلك إلا من رحم ربك ، أتعلم سيادة الرئيس مصير تلك المعونات التي أرسلتم لنا ؟!
إن حاكم المقاطعة ، وعمدة البلدية المركزية ، يشرفان علي توزيع هذه المعونات (الاسعافات) علي أحياء البلدية المقاطعة ، ويتضح أن الكميات الموجودة في خزائن المفوضية لا تنقص أبدا عن متطلبات ذلك التوزيع . إذا تصل هذه المعونات إلي مسؤولي الأحياء في البلدية بسلام وأمان ، لكن سيادة الرئيس ، تضل هذه المعونات طريقها مباشرة بعد استلام مسؤولي الأحياء لها ، تلك هي السمة العامة ، وهناك استثناءات قليلة .
سيادة الرئيس أغلب مسؤولي الأحياء يبيعون نصيب الحي من هذه المعونات للتجار قبل خروجها ، من مباني المفوضية ، لكنهم سيتولون إخراجها من هناك لغاية تسليمها في مكان معين ، ويستثنون خنشة أو اثنتين ليوزعوها علي المغاضبين من حيهم ، خشية الوشاية بهم .
ومن هنا سيادة الرئيس ، رغم أن الأطر في أحسن أحوالهم ، حين يتكلمون عن أوضاعنا بصدق ، يستحون من أن ينزلوا إلي هذه الظاهرة ، لأن ذكرها ـ كما يتصورون ـ لا يناسب مستواهم الكبير ، ولذلك فإننا سيادة الرئيس ، لما تنقلت إلينا لتطلع علي أحوالنا لن نستحي من أن نخبرك بأن تلك المساعدات التي ترسل إلينا لاتصلنا!!، ورغم أن السبب سيادة الرئيس هو أبناءنا ، فإننا نطالب منكم أن تعطوا أوامرا صارمة لمفوضية الأمن الغذائي لتتابع بالرقابة المشددة ، وبالطريقة المناسبة ، مسيرة هذه المساعدات إلي أن تصلنا فردا فردا كما نويت وأردت لها أن تصلنا .
ثانيا : قطاعي المياه والكهرباء
سيادة الرئيس قولوا لهم : رفقا بفقراء يعيشون ظلاما دامسا ، وعطشا شديدا
سيادة الرئيس ، مدينتنا شهدت في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا من البوادي ، وازدادت كثافتها السكانية ، وبذلك أصبحت شبكتي المياه ولكهرباء لاتغطي إلا ثلثا واحدا منها .وأكثر من نصف ذلك الثلث لا تصله المياه خصوصا .
المطلب الأول هو أننا نريد توسيع هذه الشبكات ، والمطلب الثاني والذي نريده بسرعة ، هو تساوي المدينة في القدر المتوفر من الماء ، وذلك حسب مختصين ،يمكن بواسطة التحكم في ضخ الماء من المصدر ، حيث يمكن ضخه لجزء من المدينة يوما كاملا ، ثم يتم ضخه للجزء الآخر في اليوم التالي ، بهذه الطريقة سيكون الضخ أقوي ، وسيصل أطراف الشبكة في كل جزء من المدينة .
أما المطلب الثالث سيادة الرئيس ، فهو يتمثل في طلب رفع ضريبة جزافية غير مقننة ولا محددة قانونيا ، أصبحت عبئا ثقيلا علي الزبون الذي يريد أن يستفيد من خدمات الماء والكهرباء في هذه المدينة ، وأنتم سيادة الرئيس تعلمون قدر ضعفنا .
هذه الضريبة سيادة الرئيس يقول مسيروا هذه المؤسسات أنها لتعويض العمال عن عملهم لإدخال الماء والكهرباء إلي المنازل ، لكن عدم تحديدها سمح لهم بفرض مبالغ باهظة علي الزبون المسكين وكلما كان ضعيفا وجاهلا ، كانت الضريبة أكبر ، سيادة الرئيس هؤلاء العمال يتقاضون راتبا من الشركة علي القيام بهذه الخدمة (إيصال الماء والكهرباء إلي المنازل) فلماذا هذه الضريبة؟ إنها ليست قانونية ، وعدم تحديدها دليل علي ذلك ،فنريد رفعها ، بطريقة يحس بها جميع الناس حتي لا يغتر أحد بعدها بفرضها عليه ،
هذه الضريبة تضاعف علي الدوام عدة مرات ، الضريبة القانونية للإشتراك في الماء أو الكهرباء ، فالاشتراك في الماء ، يتراوح بين 7400 أوقية و10600أوقية ، وهذه الضريبة تتراوح بين 20000أوقية ، وتبلغ أحيانا 40000 ألف أوقية وقد تزيد إذا كانت المسافة بعيدة جدا ، أي إذا كانت تتجاوز الحد المسموح به ، وهنا جدير بالذكر سيادة الرئيس أن اعتبار 80 مترا هو ريزوا ولا يسمح للمدير بالسماح بإدخال الماء لأبعد منه هو أمر مجحف بالمواطنين في ظل محدودية الشبكة أصلا .
سيادة الرئيس نفس الأمر بخصوص مشاكل الماء ، ينطبق علي الكهرباء مع اختلاف بسيط في المبالغ .
سيادة الرئيس: إننا نريد أن تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار ، فحقكم علينا أن نبلغها لكم ، وحقنا عليكم أن تسعي من أجل تحقيق المقبول والموضوعي منها ومما نعرض عليكم وما نطلب منكم .
وفي الأخير نشكركم سيادة الرئيس ، علي ما أنتم أعلم به منا مما أنجزتم في هذا البلد عموما من إنجازات شاهدة علي قدر عنايتكم واهتمامكم بنا ،وعلي مساعيكم الجبارة إلي النهوض بالبلاد إلي بلوغ مصاف الدول المتقدمة في العالم.
عن ساكنة المقاطعة
سيد الأمين ولد باب