رافع د/ "حميد علاوي"، الاثنين، لإنتاج كتّاب مسرحيين كبار وركّز على أنّ الخطوة ستصنع الفارق وتدفع باتجاه تصنيع طفرة في منظومة الركح العربي القادم.
في سياق الدورة الـ25 لأيام "الشارقة" المسرحية، قدّم د/"علاوي" محاضرة حول "مسرحة الراهن والالتزام الفني في المسرح العربي"، واعتبر الأكاديمي الجزائري أنّ "الكتاب الكبار هم سدنة الأفكار وأحبار القيم"، وهي خلفية جعلت المجتمعات الراقية تحرص على الاحتفاء بعبقريات التأليف الأدبي والمسرحي.
ووسط أيام جميلة من الفكر والثقافة والمسامرة الراقية مع كوكبة من المفكرين والنقاد العرب، تابع أستاذ الأدب العربي في جامعة الجزائر:"الكتاب المسرحيون الكبار هم الذين عبروا المسافات الزمنية ولم يثبت في سباق رحلة العبور الخالدة لا الممثلون ولا المخرجون ولا التقنيون إلا قليلا قليلا ... فهاملت وعطيل وبستان الكرز وحورية البحر ، لا يتكرر عرضها اليوم على المسارح العالمية بسبب العرض الجيد أو التمثيل المتميز وإنما تعاد لأن نصها قوي عابر للأذواق".
وبناءً على ما تقدّم، شدّد د"علاوي" على حاجة العالم العربي اليوم إلى كتّاب مسرحيين كبار، معتبرا ذلك محض "صناعة واهتمام ورعاية"، ولفت "علاوي" إلى أنّ "المسرح ـ شئنا أم أبينا ــ فكرة مدوية يتلقاها مخرج ويتحملها فنيون، وبدون فكرة جيدة تكون لحظة الإقلاع خاطئة بتعبير الإعلام الرياضي ... وعليه فإنّ الكتاب الكبار هم صناع الأفكار ومهندسو التغيير الهادف الناعم الايجابي الخلاق".
وعن ماهية التغيير الركحي المأمول، أوعز "علاوي":"هو ذاك التغيير الايجابي الفكري السلس كالنوم الهادي يخلد المرء إلى الفراش، ولا يدري اللحظة التي نام فيها، يفيق الناس وإذا الفكر الاجتماعي الهادف عمل مفعوله الايجابي في جسد المجتمع اليقظ فاستجاب للروح البناءة الخلاقة في كل مناحي الحياة".
يُشار إلى أنّ صاحب "توظيف الأسطورة في مسرح توفيق الحكيم" قدّم قراءة تحليلية للعرضين المسرحيين "الصاعدون إلى الأسفل"، و"طقوس الموت والحياة"، وخلصت إفادته إلى توصيف راهن المسرح العربي، وجرى التوكيد على فكرة مفادها:"إنّ الذي يخلق هيمنة الخطاب المباشر الواضح والصريح في المسرح العربي اليوم ، هو تخلي الكاتب المسرحي الجيد عن دوره أو تغييب دوره".