قرص أحمر واحد لبناء العضلات وقرص أزرق لإعادة توليد الفيتامينات؛ ينتشر هذا المبدأ ليس في وسط الرياضيين فحسب، بل وفي أوساط الناس عموما، لكنه في الغالب بلا معنى، بل إنّ بعضا منها قد يسبب أضرارا للجسد، كما يقول المختصون.
ذكّر تقرير نشرته صحيفة دي فيلت DIe Welt الألمانية أنّه لا ينبغي لمن يريد الحفاظ على صحته أن يسارع إلى تناول أقراص الفيتامينات، فالجسد يستخلص الفيتامينات من الغذاء، كما أنّ كثيرا من الفيتامينات يعاد تدويرها. وحين يغادر الشتاء، يسمع الإنسان في كل مكان عبارات مثل، «كن لائقا للربيع» أو «استخدم الفيتامينات للوقاية من حمى الربيع». ويقصد بذلك ان يعيد الإنسان تخرين الفيتامينات لفصل جديد بعد أن احرق الشتاء كل المخزون، وبهذا يحمي الإنسان نفسه خلال العمل والرياضة.
وينفق الناس في ألمانيا 1.2 مليار يورو سنويا للتزود بالفيتامينات، لكن المعطيات العلمية تناقض في جدوى هذا الاستثمار الضخم، بل تذهب إلى انه خطر أحيانا.
«قرص احمر لبناء العضلات، وقرص ازرق لإعادة توليد الفيتامين» نصيحة مثالية للتزود بالفيتامينات يتداولها الرياضيون خاصة، وهم يسعون من خلال تناول هذه الأقراص إلى ضخ فيتامين C وD إلى العضلات لمنع ترسب الحوامض الامينية ولتحسين نتائج تمارين العضلات. لكن دراسة صدرت عن جامعة أوسلو الرياضية كشفت أن محاذير استخدام تلك الفيتامينات قد تكون كبيرة، بل أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
فريق البحث النرويجي الذي اجرى تجربة اوسلو دأب على تزويد الأشخاص الذين أخضعهم لتجربته بخليط من أقراص فيتامين C وD، متيحا لهم التدرب خلال فترة 10 أسابيع على تمارين القوة، ليصل البحث في النهاية إلى أن التدريب حقق تقدما ملفتا للنظر. لكن الرياضيين الذين تناولوا الأقراص لم يكن شكلهم أفضل من شكل مجموعة أخرى خضعت لنفس التدريب ولم تتناول أقراص الفيتامينات، بل أن مستوى أداء بعض من تناولوا أقراص الفيتامينات كان اقل بشكل ملحوظ من مستوى أولئك الذين لم يتناولوها.
وسجلت التجربة لدى بعض الرياضيين تدهورا في مستوى البروتين في أجسادهم بعد تناولهم الفتيامينات. أما بالنسبة لرياضيي التحمل فقد أصيبت عضلاتهم بتشنجات ربما نجمت عن استخدام الفيتامينات.
دراسة أمريكية من تسعينات القرن الماضي أجريت على 18 ألف مدخن للتأكد من جدوى استخدام أقراص ملتيفيتامين لتقوية نظامهم المناعي خلصت إلى أن نوعا من عناقيد السرطان بدأت تتشكل في رئات من أجريت عليهم التجارب، وهكذا فقد أوقف بشكل كلي استخدام أقراص ملتي فيتامين معهم.
وخلص التقرير في النهاية إلى أن الغذاء المعاصر بحد ذاته يوفر حماية إضافية، لكنها ليست بالتأكيد بمستوى حماية الفيتامينات التي يروج لها بعض صنّاع ومجهزي المواد الغذائية.