لم يحمل اللقاء جديدا يذكر ولم يحسم فى الأمور الأكثر إلحاحا أسنيم والحوار وقضية اغوانتانامو واسحاق ولد المختار وارتفاع الأسعار وتغيير الدستور والمأمورية الثالثة، كان الرئيس غاضبا ومتشنجا غالبا وإن حاول الضحك والتنكيت من حين لآخر
اللحظة الأولى شهدت احتكاكا بين الرئيس وولد وديعه لم يكن لائقا بهما فقدخرج الرئيس عن وقاره وتشنج وأمر وديعه بالانسحاب إذاكان غير منصاع لمسطرة البرنامج وهو تصرف غير لائق من رئيس يفترض أن يترفع عن المهاترات على الهواء وطبعا فوديعه تسرع كثيرا وكان عليه على الأقل احتراما لمضيفه أن ينتظر دوره فى الكلام للتنبيه بهدوء ودون نرفزة وكان أكثر مصداقية لوانسحب حتى لايظهر بمظهر الخانع للديكتاتورية وبشهادة متابعى اللقاء
مقدم البرنامج كان رقما هامشيا فالرئيس هو من أدار الحوار ووجهه وتحكم فى مساراته
الأسئلة عموما لامست معظم المشاكل العالقة وإن خرجت أسئلة الإذاعة والتلفزة الموريتانية ودافا والوطنية والساحل وشنقيط من مشكاة واحدة وكان الهدف منها غالبا هو إعطاء الفرصة للرئيس ليتحدث فى الأمور التى يريحه الحديث عنها ويمكن القول إن وديعه وأبوالمعالى وشنوف والغابد حاولوا طرح أسئلة فى الصميم لكنها بقيت بدون أجوبة لمالوحظ من ارتباك وتخبط فى المعطيات التى قدمها الرئيس الذى أخفق فى الحديث بصراحة ومنهجية وإقناع عن قضايا مثل اسنيم واسحاق واغوانتانامو ومامونى مختار والمصارف والمحروقات وارتفاع الأسعار والتشغيل والبطالة وابيزورنو وولدبايه والوثائق المؤمنة وعمال المؤسسات الصحفية العمومية والحواروتغيير الدستور والمأمورية الثالثة وسجناء الرأي وإن اقترب من تقديم أجوبة مقبولة حول الإرث الإنساني والتقري العشوائي والحوار والسلفيين والوضع فى اليمن ومشكلة المياه والتعليم والصحة وزيارات الداخل والمقاربة الأمنية وتعاطى الصحافة مع إضراب اسنيم
بعض الأسئلة ليست لدى طارحيها أية خلفية عن مواضيعها خاصة الأدوية والصرف الصحي والتعليم والبطالة وبعض جوانب إضراب عمال اسنيم لذلك كانت إجابات الرئيس تصب فى عدم فهمها والإرتباك الحاصل بشأنها فلاالمسؤول عنها بأعلم من السائل الذى لاخلفية لديه عن معطياتها الدقيقة
الأمر بقطع اللقاء من طرف الرئيس كان خارج السياق وكان تصرفا غير ديمقراطي ويعكس عجرفة ديكتاتورية رعناء لاتقيم وزنا للصحفيين وتنظر إليهم بازدراء ومن ذلك ضرب الرئيس للطاولة لتنبيه المقدم بعنف إلى ضرورة تعريف كل صحفي بنفسه
حضور الوزراء كان شكليا ودعما للديكور ومن تدخلوا منهم بخجل أبانوا عن جهل ملحوظ بالملفات التى حاولوا التعقيب عليها
لم يخرج المواطن البسيط بأية نتيجة من اللقاء الصحفي فكل الأسئلة مازالت عالقة والرئيس لم يقل شيئا واضحا أوحاسما أونهائيا بالنسبة لكل الملفات العالقة وكان يتحدث بأرقام متضاربة ومتناقضة وغير واقعية ومتذبذبة تعكس عدم انشغاله بتلك الملفات وعدم اكتراثه بالتحرى عنها ميدانيا الصحفيون يبدو أن الإحتكاك بين الرئيس ووديعه أربك بعضهم فجاءت الأسئلة أحيانا باهتة باردة وتراجع بعضهم عن طرح أسئلة ملحة وبالغ البعض فى الحديث عن أرقام يبدو أنها مثل أرقام الرئيس مضطربة وغير دقيقة وانتهز البعض الفرصة للترويج لمؤسساتهم الإعلامية وماتبثه من دعاية لصالح النظام
لقاء باهت ضعيف مخيب للآمال كان مجرد مضيعة للوقت بالنسبة للمشاركين فيه ومن تجشموا عناء متابعته.
-----------------
من صفحة الأستاذ حبيب الله ولد احمد على الفيس بوك