دخلت- قضية إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (أسنيم) في مدينة أزويرات شمال البلاد –دخلت خلال الساعات القليلة الماضية منعطفا جديدا،ويتمثل المنعطف الجديد في إيجاد اتفاق مبدئي قاده عمدة بلدية أزويرات المركزية مع جميع مناديب العمال (المضربين و غير المضربين وبعض من ممثلي الأحزاب السياسية).
وتضمن الاتفاق المبدئي- لإنهاء إضراب العمال الذي شل الشركة المنجمية الأكبر في البلاد- تسديد أشهر الإضراب للعمال، وفتح حوار بين العمال المضربين والإدارة خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة،ويقضي الاتفاق-كذلك- بالتعهد بعودة جميع العمال المفصولين إلى عملهم، وصرف علاوة شهر إضافي.
بيد أن هذا الاتفاق المبدئي يبقى حبر علي ورق ما لم توافق عليه إدارة شركة أسنيم، ويقول متابعون" إن الاتفاق علي التفاوض و الاستجابة للمسودة الاتفاق الذي راعته السلطات المحلية وممثلي العمال والأحزاب السياسية سيقطع لا محالة الطريق أمام المسيرة المرتقبة للمنتدي المعارضة،وتحويلها إلي نكتة الموسم السياسي الحالي.."علي حد المتابعين.
ويقول مراقبون" إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتجه إلي إنهاء إضراب عمال الشركة قبل ساعات من مسيرة منتدي المعارضة مساء اليوم ،والتي قررت مبادرة "إيرا" المشاركة فيها إلي جانب المنتدي تضامنا مع العمال المضربين.."،حسب تعبيرهم.
كما تشير بعض الأوساط المقربة من النظام الحاكم بموريتانيا" أنه يسعي إلي إفشال مسيرة المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة، وتحويلها إلي مسرحية هزلية..".
فيما ترى أوساط أخرى "أن إنهاء إضراب عمال شركة سيخضع النظام لحراك منتدي المعارضة ،و أن النظام عليه أن يستمر في تجويع العمال المضربين حتى ينهون الإضراب ويعودون إلي الشركة دون قيد أو شرط..".
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد اتخذ في مؤتمره الصحفي الأخير موقفا "منحازا" لإدارة شركة "اسنيم"، معلنا صراحة "بأن تجويع العمال المضربين سيستمر إلى أن يقبلوا بالعودة صاغرين إلى أماكن عملهم..".
وقال الرئيس محمد ولد عبد العزيز في ذات المؤتمر الصحفي "إن الاستجابة لمطالب العمال المضربين ستؤدي إلى إغلاق شركة اسنيم..".
إن من شاهد إضراب عمال شركة أسنيم بأزويرات –والذي مر عليه زهاء الشهرين علي الأقل- يدرك لا محالة أن هؤلاء الرجال قادرون على حرق هذه المدينة في ثانية غير أنهم مع ذلك لم يكسروا زجاجة ولم يعطلوا حركة مرور ولم يوقفوا أي مرفق عمومي عن العمل، إنهم يمارسون حقهم بشرف من أجل الحصول علي حقوقهم، ويتسامون على التحرشات التي يتعرضون لها من حين لآخر، يجتمعون يوميا في الساحات ويرددون الهتافات ويعبرون عن الخلجات لكنهم يستحضرون أنهم أبناء وطن يجب أن يحافظوا عليه.
ويجسد العمال في إضرابهم الوحدة الوطنية في أبهى صورها فلا يمكنك أن تسمع في مهرجاناتهم اليومية حديثا باسم فئة ولا جهة ولا حتى حزب فما يجمعهم أكبر من ذلك بكثير، إنهم يجتمعون تحت حلم وطن.
وجسد الإضراب الذي بدأ بتوقف عن العمل لمدة 4 ساعات يوم الأربعاء 28 يناير 2015، تجليا واضحا للحراك عمالي واسع،حيث خاض أكثر من 3 ألا لاف عامل هذا الحراك المنقطع النظير، ومنذ مساء أمس بدأت مساعي لتسوية تلك القضية ،و ما إن تعود المياه إلي مجريها باتفاق نهائي- قبيل مسيرة المنتدي الوطني للوحدة والديمقراطية مساء اليوم - عندها سنقول إذا "وادعا للمسيرة المنتدي"، فهل تنجح مساعي إنهاء إضراب عمال الشركة المنجمية الأكبر في موريتانيا(أسنيم)؟.
بقلم :عبد الرزاق سيدي محمد