الأحداث غير المتوقعة تكسب الأطفال قدرات جديدة للتعلم

جمعة, 2015-04-03 15:19

رويترز

تتدحرج كرة باللونين الأحمر والأزرق على زلاقة خاصة بالأطفال، ثم بخدعة بسيطة يبدو أنها تمر مخترقة حائطا أرجواني اللون.

تتملك الدهشة طفلة عمرها 11 شهرا وهي تراقب هذا العرض، ثم تمسك بالكرة وتدق بها على سطح منضدة لتختبر مدى صلابتها بعد أن أدى هذا الحدث غير المتوقع إلى تحفيز الطفلة على التعلم.

ونشر الباحثون، أمس الخميس، نتائج سلسلة من التجارب التي تبين أن الأطفال يجنحون بالفعل إلى التعلم عندما يشاهدون شيئا مدهشا فيما يكونون أقل رغبة في ذلك عندما يراقبون حدثا متوقعا يخلو من الإثارة.

وقال الباحثون إن تجارب سابقة أوضحت أن الأطفال يحملقون طويلا عندما يشاهدون أنواعا مختلفة من الأحداث المثيرة، لكن لا تستوقفهم النتائج الإدراكية لمشاهدة مثل هذه الأحداث.

وقالت ايمي شتال من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور التي وردت نتائج بحثها في دورية (ساينس) العلمية "توضح فرضيتنا أن الأطفال ربما يستغلون هذه الحوادث المثيرة كفرص سانحة للتعلم، وقد أوضحنا أن الأمر كذلك بالفعل".

وضمت الدراسة 110 من الأطفال -جميعهم في عمر 11 شهرا ونصفهم تقريبا من الأولاد والنصف الآخر من البنات- شاهدوا عدة عروض مختلفة بعضها يتحدى توقعاتهم مثل كرة يبدو أنها تتدحرج على حائط أو تحوم في الهواء فيما شملت حوادث أخرى ألعابا نتائجها متوقعة مثل أن تتوقف كرة عند ارتطامها بحائط أو أن تستقر كرة على منصة.

وقالت شتال "الأطفال ذوو قدرة بارعة على التعلم وبوسعهم التعرف على الموجودات بالعالم من خلال الملاحظة والاستقراء. وجدنا أن الأطفال يستقون معلومات جديدة عن الأشياء بصورة أكثر فاعلية إذا وجدوا أن هذا الشيء يأتي بأفعال غير متوقعة عما إذا أتى هذا الشيء بأمر متوقع".

ويميل الأطفال أيضا إلى استكشاف الأشياء التي تسلك سلوكا مفاجئا وهم يفعلون ذلك على نحو ينم عن أنهم يبحثون عن تفسير للنتيجة غير المتوقعة.

وقالت شتال "على سبيل المثال يقوم الأطفال الذين شاهدوا كرة تنفذ من خلال الحائط باختبار مدى صلابة هذه الكرة عن طريق الدق بها على سطح صلب. أما الأطفال الذين شاهدوا كرة تحوم في الهواء فقد اختبروا جاذبية الكرة من خلال إسقاطها على الأرض".

وأضافت أنه خلال هذه التجارب عمد الباحثون أساسا إلى الإتيان بحيل سحرية. على سبيل المثال حتى تبدو الكرة كأنها قد اخترقت حائطا صلبا قامت شتال بنفسها من خلف حجاب مستتر بتحريك الكرة إلى الجانب الآخر من الحائط، في حين حجبت ستارة الرؤية عن الأطفال وقتئذ.

وقالت ليزا فايجنسون، خبيرة علم النفس المعرفي بجونز هوبكنز، إن هذه النتائج ربما تسري أيضا على أطفال في أعمار مختلفة.