الذي يريد قراءة المشهد السياسي في مقاطعة كيفه من خلال لوحة اليمن ؛ ويحاول أن يلتمس ومضات شبه بينهما ؛ عليه أن يلاحظ التالي :
أنّ هناك من بنا له أبوه مجدا بالحكمة والفطنة ؛وأورثه أرضا ذلولا ؛ تنقاد له طواعية؛ جبالها تنحني له إجلالا ؛ وسهولها تصبو له حنانا ؛ وأوراقها معقود بنواصيها الخير يوم الاقتراع طواعية له؛ فليس لهذا الابن من شبه في( ابن صالح) سوى سمت القوّة الضاربة لا أكثر ؛ فهو جمل شامخ يمخر صحراء أرضه في أيام الحملة بحماس؛ وجبل راسخ أمام عواصف أعدائه بثبات؛ لكنّ هذه القوّة يلمزها البعض بوفرة الأنا ؛ ووهن المفاصل بسبب الشيخوخة ؛التي تتجلّى في ذبول بعض أغصانها وسقوطه .
وهناك من لا يشبه ( الحوثيين ) في المقاطعة إلا في استماتتهم دون مبادئهم ؛ ويستبقهم في عبق التاريخ ؛وسعة الصدر ؛وحسن التعايش مع الجيران ؛ وحنكة الإدارة ؛ والوفاء مع الحلفاء رغم وفرتهم ؛ فهو رقم صعب في أيّ معادلة لسياسة الولاية في ماضيها وحاضرها؛ وعزّ أن يخفق له حليف في الانتخابات ؛ لكنّ الخصوم يلمزونه في رخاوة ولاءه الحزبيّ ؛ وحجم قواعده الشعبيّة .
وهناك ( حراك يمني جنوبي ) في مقاطعة كيفه ؛ تمّ ضمّه منذ التقطيع الإداري للمقاطعة ؛ وتوزيع فضائه السياسي بين أشقائه ؛ عانى هذا الحراك من صراعات سياسية داخلية أنهكته ؛ إن لم تكن أهلكته ؛ وروابط اجتماعية أهضمته ؛ وسعت في صهره حتى يذوب في بطن جيرانه .
هذا الحراك يلمزه البعض بهشاشة المبنى ؛ وفقدان البوصلة ؛ ويأمل أتباعه الآن كما يخشى خصومه من صحوته ؛ وخاصّة بعد أن نما غصن من جذع شجرته في الانتخابات الأخيرة وأورق. أمّا (قاعدة اليمن )في مقاطعة كيفه فلاصلاحيون شبه قويّ لهم؛ الكلّ يسبّهم ويشتمهم ؛والجميع يسعى للتحالف معهم في الخفاء والعلن ؛ لعلّه أن يستقوي بمخزونهم الانتخابي ؛ لميل كفّته ؛ وهم يزحفون رويدا رويدا.
والبقية في ملعب المقاطعة كإخوان اليمن ودعاتها ؛وتوابع سبويه من توكيد ونعت وعطف وجمع غفير من هذا الشعب؛عوامل تؤثر في المشهد السياسي للمقاطعة ؛ لكنّ الجهاز الذي يوجّه الحدث يحتاجون إليه ؛ وغالبا لا يبحثون عنه إمّا خوفا أو ورعا ؛ و ما المانع أن تقول غفلة. ألوان لوحة اليمن يحتاجون لسيارة إسعاف من سيادة الرّئيس في ما بينهم؛وسيارة إطفاء تعالج لوعة فراقه ؛ وجلّ ألوان اللوحة يغنّي لعزيز :
أهلا بمن سقا القرى ***** والمدن منه في قرى
والسبل شقّ سائرا ***** والعدل بثّ في الورى
لكن لا تنسوا أنّ كيفه في عطش ؛ والمدن في جفاف ؛ والعدل ضالّة نبحث عنها .
22005898
غالي بن الصغير