أبلغ وفد السلطة المنتدى بقبول استقبال ممثليه لاستلام الممهدات، على أن يكون في استقبالهم نفس الوفد الذي اعترض في السابق على تشكلة وفد المنتدى باعتبار أن تمثيله كان ضعيفا.
لنعود بعد أيام من الشد والجذب لنقطة البدء، دون أن نعرف الجديد الذي طرأ من أجل تغيير رأي هؤلاء وهل هناك أياد خفية تراقب الحوار وتدخلت في الأخير من أجل إنقاذه من الموت السريري؟
كل المؤشرات تدل على أن الحوار حتي الآن يتم دون رغبة الطرفين، وأن هناك عامل خفي لم نستطع بعد تحديد ملامحه الكلية يضغط من أجل انطلاق هذا الحوار، وكلما توهمنا أنه انتهى يتراجع النظام بشكل "مشبوه"، نظرا لسرعة التراجع و الرفض في أمور شكلية لم ترق بعد إلى مستوى الحوار الحقيقي.
سياسة الشد والجذب هذه يبدو أنها ستأخذ وقتا، نظرا لتشعب أطراف الحوار و القضايا المطروحة ، فلو افترضنا جدلا أن النظام قبل بممهدات المنتدى وهو أمر مستبعد حتى اللحظة، فماذا سيكون رد المعاهدة التي بدأ رئيسها مسعود ولد بلخير يخرج عن صمته ملوحا بأن أي حوار لا يمكن أن ينجح إذا لم تكن المعاهدة طرفا فيه، أم أن النظام قد حسم أمره وعمل على اختراق المعاهدة واستخدام التقارب مع رئيس حزب الوئام لتذليل تلك العقبات؟
عقبات كثيرة مازالت تقف حجر عثرة أمام حوار لا يريد أطرافه الدخول فيه، بل يسعى كل واحد منهم أن يفوت فيه الفرصة على الآخر، فالخوف من النتائج خاصة من هم في المنتدى يدفعهم لوضع ما أمكن من الضمانات والمتاريس عسى الله أن يمنحهم فرصة للكسب مع نظام استطاع طيلة الفترة الماضية أن يقف لهم بالمرصاد، فمن اتفاق داكار الذي منحه الانتقال من الانقلاب إلى شرعية الانتخاب، وتخطي عقبات الربيع العربي والدعوة للرحيل التي اعترف هؤلاء بخطئها.
والآن ينطلق الحوار مع النظام من جديد، وسط الحديث عن تعديل الدستور والدعوة لمأمورية ثالثة، وكلها أمور تشوش على ذهن المعارضة التي لا تريد أن تكون وسيلة لتبرير ذلك، كما أنها غير مستعدة لتتحمل فاتورة تقويض الحوار.
كلها أمور تتطلب قوة ضاغطة من أجل تلافي االحوار، فالخوف من الفشل لا يمكن أن يكون مبررا للهروب من الحوار، المهم أن يتنازل الجميع لطرح أسس لدولة القانون والمؤسسات تكفل للأجيال القادمة العيش بسلام وللدولة الموريتانية استمراريتها.