نظمت المنظمة الوطنية لشباب تكتل القوى الديمقراطية مساء اليوم الأحد بمقرها ندوة سياسية تحت عنوان "النظام الحاكم فساد بلا حدود .. وإفقار ممنهج" حضرها جمهور عريض من أطر ومناضلي وأنصار الحزب على رأسهم الرئيس أحمد ولد داداه.
وقد أنعش الندوة المحاضران الدكتور ديدي ولد السالك رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراجية، والخبير الاقتصادي أحمد ولد لفظل عضو اللجنة الدائمة للحزب.
افتتحت الندوة بكلمة ترحبية لرئيس المنظمة الشبابية الشيخ سيد أحمد ولد حيده، تلاها عرض تمهيدي قدمه الأمين الدائم للمنظمة الشبابية الحسن ولد محمود، تحد ث في مستهله عن ما يعانيه المواطن الموريتاني جراء فساد نظام ولد عبد العزيز الذي تجاوز كل الحدود، مضيفا أنه يعيش تحت نير الديكتاتورية و الأحادية و النهب التي رسمت لوحة قاتمة عنوانها الفقر و الجهل و الحرمان، التي نقرؤها و للأسف الشديد على وجه كل مواطن في كل ركن من أركان هذ الوطن.
وأضاف الحسن أن هذا ما حدى بالمنظمات الدولية قبل الأهلية إلى دق ناقوس الخطر الذي يهدد الإنسان المزريتاني في حياته قبل الثروة الحيوانية التي يشكوا أصحابها الجفاف بسبب قلة تهاطل الأمطار هذا العام، وغياب سياسية رشيدة للتقليل من مخاطره وتدارك الوضع قبل فوات الأوان.
بعد ذلك أحال الأمين الدائم للمنظمة الكلام للمحاضر الدكتور/ ديدي ولد السالك الذي أكد أن عدم احترام القانون، وسوء استخدام الموارد البشرية أبرز سمات النظام الحالي مضيفا أن الزيارات الكرنفالية عادت بقوة في الفترة الأخيرة وبمظاهر تجاوزها الزمن قبيل التنافس القبلي والجهوي المحموم وبرعاية رسمية من السلطات الإدارية في مختلف الولايات التي زارها ولد عبد العزيز، مضيفا أن جحم الأموال التي أنفقت فيها كانت كافية لتمويل مشاريع من شأنها أن تساهم في التخفيف من حدة شبح الجفاف الذي يهددها، وارتفاع الأسعار الذي يثقل كاهل المواطنين.
وأشار الدكتور ديدي إلى أننا اليوم نعيش أمام غياب تام لدولة المؤسسات والنظم، و نعيش تكريسا لسلطة الفرد، وأصبحنا أشبه بدولة "الهوى" المعروفة عند ابن المقفع.
وأشار ديدي إلى أنه حسب دراسة ستصدر حديثا فإن حوالي 40% من الطواقم التعليمية هم متعاقدون لم يمروا بتكوين تربوي أو مهني، وأغلبهم ليس لديه مؤهلات، بل إن بعضهم أميا.
بدوره الأستاذ أحمد ولد لفظل قال إن من بين مهام المعارضة الأساسية، الكشف عن الفساد الذي يحاول النظام التستر والتغطية عليه، عبر ترداده وتبجحه بإنجازات وهمية وأخرى عبثية لا تتوفرعلى أبسط المعايير المطلوبة إقليميا حتى لانقول دوليا، ناهيك عن طرق منحها أصلا، وحجم تمويلها ومدة تنفيذها إلى غير ذلك من مكامن الفساد التي يتخوض فيها النظام الحالي دون خجل، موضحا في ذات السياق إلى أن هناك فساد بمعنى الرشوة وآخر بمعنى تبديد وتحطيم أصول الثروات وخاصة غير المتجددة منها، مشيرا إلى أن النظام يحاول إخفاءها عبر عناوين براقة، فمن المعروف أن الأموال لايمكن صرفها ونهبها إلا تحت يافطة مشروع كبير من حيث الإسم، لكن الواقع مختلف جدا، فالعناوين وحدها لا تكفي.
وخلص ولد لفظل إلى أن الأمثلة على الفساد لا يمكن حصرها، ولكن هناك أمثلة منه أصبحت ماثلة للجميع، كالذي حدث مع شركة "اسنيم" من نهب ممنهج واستخدام لموارها الهائلة ـ في سنوات ازدهار أسعارالحديد ـ ، في أغراض خاصة برأس النظام، مما جعلها تدفع اليوم ثمن ذلك، كما أنها اليوم مهددة بالإنهيار بسبب الانخفاض الحاد في أسعار الحديد، وغياب رؤية لدى النظام في انتشالها من وضعيتها المأساوية.
نواكشوط، 19 ابريل 2015
اللجنة الإعلامية