الجزء الأول
المهندس محمد أبات الشيخ
طالعت الكثير من الكتب واستمعت إلى الكثير من المحاضرات، الدروس، القراءات بل وحتى المناظرات حول سيرة حبيبي وسيدي ورسولي صل الله عليه وسلم، كان ابلغها واجملها واحسنها واقربها وارسخها في ذهني ووجداني تلك القصص المسائية التي دأبت أمي -رحمها الله وأدخلها فسيح جناته إلى جوار جدها وحبيبها ورسولها وسيدها محمد صل الله عليه وسلم- دأبت على حكايتها بشكل بديع وشيق، نعم كانت -رحمها الله- تخيرني بين قصص الأنبياء، الغريب العجيب انني كنت كلما كبرت تكبر القصة معي، كان المنغص الوحيد -في تلك المرحلة- النوم، في الصباح أحاول دائما ان احصل على ما سلبني النوم، عبثا، كان علي انتظار المساء، كانت تدرك تماما انها بيد المحترف الخبير تصنع وعيا وترسخ ثقافة (التعليم في الصغر كالنقش في الحجر)، حرصت هي على ان لا تبدء القصص حتى تضعف الحركة حولنا، ربما ساعدها مرة البعد عن المدينة وضوضائها (قرية الأجواد)، ومرة أخرى انعدام التلفزيون والكهرباء (بوحديدة، دار السلامة)، لكن الذي ساعدها اكثر هو صدق مشاعرها وعواطفها لدينها ولنبيها ولأمتها، ثم منطقها وطريقتها، اخلاصها واصرارها، رسالتها ومصداقيتها، عبادتها وورعها.
كانت -رحمها الله- تؤمن ان على كل مسلم ان يعرف سيرة نبيه، الذي يشرف بانتسابه إليه في الدنيا والآخرة، كانت تستشهد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكانت تقتبس من الاشعار، كانت تربط وتقارن، كانت -رحمها الله كما ربتني صغيرا- لا تكتم تأثرها ولا دموعها، مما كان له الوقع الكبير في نفس الصغير، الأمر الذي ترك فيه أثرا بالغا، كانت –رحمها الله- تبين بوضوح شديد موقفها من الكفار والمنافقين والمرتدين والمتزندقين والمشاغبين (الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ)، (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا)، كانت –رحمها الله- تحدد مواقعها ومسافاتها من الاحداث والأشخاص حسب معاييرها ومقاييسها الإيمانية الأخلاقية، مما ساعد الصغير كثيرا على تشكيل رأيه وبناء مواقفه.
أحببت المستضعفين والمضطهدين والبسطاء من الناس، كرهت الاستعلاء والتكبر والخيلاء، أحببت الصدق والتواضع، كرهت الظلم والطغيان، اكبرت الصفح والتسامح والبذل، فضلت الخير والحب والسلام والاخوة والايثار على الشر والبغض والصلف والشقاق والانانية، استهجنت غمط الناس وغمزهم ولمزهم والسب والاقذاع بالشتائم، استعذبت مكارم الاخلاق ومحامدها، استغربت نكران الحقيقة ورفض العدالة والتنكر للفطرة (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
من ابهى ما لفتت –رحمها الله تعالى وألحقها بالصالحين- نظري إليه بعد ذلك، ان القرآن هو كتاب السيرة الأول فقد ظل على مدى ثلاثة وعشرين سنة يخاطب الحياة اليومية للنبي صل الله عليه وسلم وقد سجل الكثير من سيرته وبعض معالمها بالتفصيل (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ)، (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)، وليس ذلك فحسب بل كان محمد صل الله عليه وسلم قرآنا يمشي، تقول أمنا عائشة رضي الله عنها (كان خلقه القرآن)، وطبعا الحديث الصحيح، وأنه صل الله عليه وسلم كان يردد الجملة ثلاثا لتعقل عنه وكان يعلم المسلمين بأفعاله (صلوا كما رأيتموني أصلي).
كان صل الله عليه وسلم يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويكون في خدمة أهله، كان رحمة للعالمين، يمر على الصبيان فيمسح رؤوسهم ويحدثهم، مرة قيل لجارية هذا محمد فارتعدت من الفرق ودون ان ينظر إليها قال (يا مسكينة عليك السكينة) فذهب عنها ذلك، ومرة يقول صل الله عليه وسلم (لست ملكا ولا ابن ملك، انما ابن امرأة من قريش كانت تأكل المقدد)، وعن انس رضي الله عنه قال كانت الوليدة (الفتاة) من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صل الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت، وكان يلبي دعوة الغني والفقير (لو اهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت إليه لأجبت)، ولقد بكى بأبي وأمي على ابنه إبراهيم (الْقَلْبُ يَحْزَنُ وَالْعَيْنُ تَدْمَعُ ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ)، اشتكى سعد ابن عبادة شكوا له ، فأتاه رسول الله صل الله عليه وسلم يعوده، فلما دخا عليه وجده في غشية ، فَقَالَ (أَقَدْ قَضَى) فَقَالُوا لا يا رسول الله، فبكى رسول الله صل الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صل الله عليه وسلم بكوا فقال (أَلا تَسْمَعُونَ أَنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلا بِحُزْنِ الْقَلْبِ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ)، وهذا عثمان ابن مظعون رضي الله عنه وارضاه بعد موته، قَبَّله الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغسَّله، وكفَّنه، وصلى عليه، ثم دفنه بالبقيع، وقال له وهو في مثواه الأخير: (ذهبت ولم تلبس منها (الدنيا) بشيء)، كان صل الله عليه وسلم رحيما بالبشر والطير والنبات والحيوان (أتريد أن تميتها موتتين هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها)، يدني ويحب الضعفاء (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدمٍ حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظاً مصبوباً، وعند رأسه أُهُب معلّقة؛ فرأى أثر الحصير في جنبه، فبكى؛ فقالله رسول الله صل الله عليه وسلم (ما يبكيك) فقال له يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة)، فقال عمر بلى، والله يا رسول الله فقال صل الله عليه وسلم (هو ذاك).
هو رحمة للعالمين، حكى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام (هل أصابك من هذه الرحمة شيء) قال نعم، كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله عز وجل على بقوله (ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين)، وكان غالب قوته صل الله عليه وسلم الشعير، (ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت يا خالة ما كان يعيشكم، قالت الأسودان، التمر والماء)، يقول صل الله عليه وسلم (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)، بقيت درعه صل الله عليه وسلم مرهونة عند يهودي من بعده (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير).
في غزوة حنين أتى أعرابي جلف غليظ صخاب ومتعجرف يقال انه ذو الخويصرة التميمي وقالاعدل يا محمد، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم (ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، خبت وخسرت إن لم أكن أعدل) فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه، فأضرب عنقه، فقال (دعه)، ما أحلمك وأرحمك يا رسول الله عليك الصلاة والسلام بأبي أنت وأمي، وفي نفس الغزوة أقبلت هوازن و غطفان و غيرهم، بنعمهم و ذراريهم، ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة آلاف و الطلقاء،فأدبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه فقال (يا معشر الأنصار) قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك ثم التفت عن يساره فقال (يا معشر الأنصار) فقالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك و هو على بغلة بيضاء فنزل فقال (أنا عبد الله و رسوله)، فانهزم المشركون و أصاب يومئذ مغانم كثيرة، فقسم للمتألفين من قريش و سائر العرب ما قسم، و لم يكن في الأنصار منها شيء قليل و لا كثير، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى قال قائلهم لقي و الله رسول الله قومه، فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم فقال (فيم) قال فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك و في سائر العرب، و لم يكن فيهم من ذلك شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (فأين أنت من ذلك يا سعد) قال ما أنا إلا امرؤ من قومي، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة فإذا اجتمعوا فأعلمني) فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة، فجاء رجل من المهاجرين فأذن له فدخلوا، و جاء آخرون فردهم حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له، أتاه فقال يا رسول الله قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فيهم خطيبا فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال (يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم) قالوا بلى ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ألا تجيبون يا معشر الأنصار) قالوا وما نقول يا رسول الله و بماذا نجيبك المن لله و لرسوله، قال صل الله عليه وسلم (و الله لو شئتم لقلتم فصدقتم و صدقتم جئتنا طريدا فآويناك و عائلا فآسيناك و خائفا فأمناك و مخذولا فنصرناك) فقالوا المن لله و لرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا و وكلتكم إلى ما قسم الله من الإسلام أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء و البعير و تذهبون برسول الله إلى رحالكم فو الذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا و سلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار و لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار اللهم الأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار)
قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم و قالوا رضينا بالله ربا و رسوله قسما ثم انصرف و تفرقوا.
كانت –رحمها الله- تحب كل من انتسب للأنصار وتكرمه (لا يُحِبُّهم إلاَّ مؤمن ، ولا يبغضهم إلاَّ مُنافق ، مَن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله). كانت تقول كذلك ان الصحابة رضوان الله عليهم، هم العباقرة العظماء لأنهم آمنوا بمحمد صل الله عليه وسلم مدركين ان مفاتيح الفلاح بين يديه وان طريق السعادة في اتباعه، من أول يوم، من أول ساعة، أولئك العظماء من الخلفاء الراشدين فالعشرة المبشرين فالبدريين فأهل بيعة الرضوان ثم بقية الصحابة المهاجرين (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير)، ثم الطلقاء ثم.. ثم، وهذا ما يفرق بينهم وبيننا ومن يدري لو كنا معهم، كانوا حظه صل الله عليه وسلم، وكان حظهم (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم).
محمد صل الله عليه وسلم في الذؤابة من قريش، معروف بالصدق والأمانة والعقل والحكمة وهو أعظمهم شخصية ورزانة ومكانة، وخيرهم فيهم، يطعم الجائع، ويحمل الكل، ويعين على نوائب الدهر، لذلك عندما اظهر دعوته لم تجد قريش شائبة في تمليكه عليهم، لكنه لا يريد الملك، وقد خير فاختار ان يكون عبدا رسولا، ثم ان قريشا حاربته وآذته وآذت اصحابه وقتلتهم وعذبتهم ونكلت بهم واخرجتهم من ديارهم واموالهم وقاطعت وحاصرت من يتعاطف معهم، وتبعتهم إلى الحبشة، وأساءت كثيرا إليهم، وظل النبي صل الله عليه وسلم يتعرض لأذاهم وضيمهم يوميا على امتداد 13 سنة حتى أذن له بالهجرة، رفض طبق الأخشبين عليهم رحمة بهم وهم له أعداء.
قبل حنين كان الفتح، عنوة ضحوة بغدرة حلف بيتت قريش أهله وهم أخلياء، دخل النبي صل الله عليه وسلم مكة في أكثر من عشرة آلاف سيف، منكسا رأسه على ناقته القصوى مرسلا دمعه الشريف خشوعا وخنوعا لله رب العالمين، يحمل أحد الألوية سعد ابن عبادة رضي الله عنه وارضاه فيقول بصوت جهير متوعدا قريشا التي رعبت وانجحرت كبراؤها قبل صغارها في بيوتهم مذعورين، يقول سعد اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، فيقول النبي صل الله عليه وسلم (اليوم يوم المرحمة) ويأمر فتأخذ الراية من سعد وتعطى لا بنه قيس بن سعد بن عبادة، حتى إذا ما دخل صل الله عليه وسلم بالبيت وطاف وجلس بالمسجد، والناس من حوله، والعيون شاخصة إليه، والقوم مشرئبون إلى معرفة صنيعه بأعدائه، شبابهم وشيوخهم، قال صل الله عليه وسلم (يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم) قالوا خيراً، أخٌ كريم وابن أخ كريم، قال (فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء) فيسلم حينها الجميع ويتوبون، كأمثال هند بنت عتبة وعكرمة بن أبي جهل ، ويؤوب الشعراء ويعتذرون إليه، فلا ينال الجميع منه إلا العفو والتغاضي. الله أكبر.
هنا أنبه إلى ان قريش أذاقت المسلمين جميع المرارات من الطرد والإخراج والتهجير والتعذيب والقهر والتكذيب والأفائك والبهتان العظيم وتحزيب الأحزاب وأنواع واشكال الدسائس والغدر والحرب والمعاداة والأحقاد والسب والاقذاع بالشتائم، لكن قريش تعرف جيدا أخلاق وقيم ومبادئ محمد صل الله عليه وسلم، فقد لبث فيهم عمرا من قبله (40 سنة) ومن بعده (20 سنة) فقالوا خيرا؟ الله أكبر. أمثل هذا النبي الرسول صل الله عليه وسلم ينال اليوم من جنابه؟ أيغمز فيه؟ يعلمون كما نعلم أن هذه العظمة وهذا المجد الباذخ بعين التاريخ، ليس من فرصة، ليس من ثغرة ان يزن أو ان يظن أو ان يشبه او يشغب عليه أو ان يشكك فيه.
يتواصل