قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز انه اقترح على الرئيس السوري بشار الأسد " الاستقالة من الرئاسة والتقدم للترشح من خارج السلطة، لكنه ليس طليق اليدين بل هو مرتهن من طرف المحيطين به" حسب ولد عبد العزيز ، مضيفا أن "سوريا تعيش وضعا كارثيا".
وأشاد ولد عبد العزيز بانتخاب السيسي رئيسا لمصر قائلا " إن ذلك سيخرج مصر من أزمتها ويعيدها للاتحاد الإفريقي وهو ما بذلنا جهدا كبيرا من أجل حصوله وأرسلنا بهذا الصدد بعثة مراقبة للانتخابات إلى القاهرة" ، حسب قوله.
و أكد ولد عبد العزيز في مقابلة له مع صحيفة "جون أفريك" وترجمها مركز الصحراء " إن طلب إسرائيل الانضمام كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي ستتم دراسته، عندما يتسلمه".
و في موضوع ليبيا قال ولد عبد العزيز إنها "بحاجة إلى فترة انتقالية تضمن لها الأمن والاستقرار، وجيش قوي يمكن من إقامة المؤسسات السياسية، وقال إنه لا يعلم ما إذا كان ما يقوم به الجنرال حفتر هو الحل".
و في رد له على سؤال يتعلق بالمقابل الذي استلمته موريتانيا نظير تسليم السنوسي لليبيا قائلا: " لا شيء سوى علاقات الصداقة" ، مضيفا انهم كانوا ينوون محاكمته في نواكشوط، لكن "نظرا لإلحاح السلطات الليبية ورغبتها في تسلمه لبينا هذه الرغبة خصوصا أنه لم يكن بإمكاننا الاحتفاظ به بشكل دائم وسيسلم يوما ما لبلاده".
و تحدث ولد عبد العزيز عن الاتفاق الذي أشرف على توقيعه في كيدال قائلا إنه "بذل جهدا كبيرا من أجل الوصول إليه" ، موضحا أنه "لا يمثل حلا للنزاع المتطاول بل هو مجرد بداية" متمنيا أن يجلس الطرفان حول طاولة المفاوضات للحوار.
وكشف ولد عبد العزيز عن فحوى الحوار الذي دار عبر الهاتف بينه وبين الرئيس كيتا عشية مغادرته إلى مالي، حيث قال إنه "استعلم منه عن تفاصيل الوضع"، وأعلمه بعزمه قطع زيارته والذهاب إلى مالي.
و هاجم ولد عبد العزيز ما أسماها 'اللجنة العسكرية التي أطاحت بالرئيس أمدو توماني توري' لما قامت به في حق مواطنين موريتانيين عزل –يقصد الدعاة- من قتل بدم بارد، وقال إن "عدم التحقيق في هذه الجريمة هو ما حال بينه وبين المشاركة في تنصيب الرئيس كيتا"، لكن لقاءات أخرى جمعتنا –يقول ولد عبد العزيز- و "أكد لي فيها أنه ليس طرفا في ما جرى في الماضي، وفتحنا صفحة جديدة من العمل المشترك."
وأردف ولد عبد العزيز إنه بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي كان ينوى "زيارة جمهورية وسط إفريقيا في يونيو لكن ظروف الانتخابات منعته من ذلك وأنه لا زال يفكر في الموضوع، وقال إنهم ينسقون مع الأمم المتحدة لإرسال قوات إلى هناك"، وتحدث عن الأوضاع في نيجيريا مؤكدا أنها "تتطلب استخدام أدوات أمنية في المقام الأول لتحييد الخطر الإرهابي، وهو ما يتطلب توفر جيش قوي ومنظم للقيام بهذه المهمة".
وفى رده على سؤال يتعلق بعدم تعيين سفير في المغرب قال ولد عبد العزيز: " لقد كان لدينا سفير في الرباط وتقاعد؛ ويقود السفارة حاليا قائم بالأعمال في انتظار تعيين سفير جديد، وهي ليست السفارة الوحيدة لنا التي لا يوجد بها سفير حاليا".
و في الشأن الداخلي قال ولد عبد العزيز إن الحوار مع المعارضة قد "فشل لأن هذه الأخيرة وضعت شروطا غير واقعية، من قبيل حل اللجنة المستقلة للانتخابات وتأجيل الاقتراع وهي شروط لا يمكنني دستوريا تلبيتها"، ومع ذلك فإن "الأحزاب القليلة المقاطعة شاركت في كل الانتخابات الرئاسية رغم عدم شفافيتها".
و أبدى ولد عبد العزيز استغرابه من مقاطعة حزب تواصل للرئاسيات رغم مشاركتهم في الانتخابات العامة وحصولهم على نتائج وصفها ولد عبد العزيز بـ'النجاح النسبي' ، مضيفا أن "تواصل استفاد من مقاطعة المعارضة حيث صوت له ناخبوها، وهي اليوم تطالب بحل الجمعية الوطنية وهو ما لا يخدم الحزب"، وفق تعبيره.
وفي ما يتعلق بالصحفي إسحاق ولد المختار قال ولد عبد العزيز "إن عملية البحث التي قامت بها السلطات السورية لم تمكن من معرفة مكان احتجازه أو هوية خاطفيه ومع ذلك فنحن مستمرون في بذل ما بوسعنا للعثور عليه".
ترجمة : الصحراء
للاطلاع على نص المقابلة اضغط هنا